حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من احتلال إسرائيل لدمشق، مؤكدًا أنها ستعمل على تمزيق خريطة سوريا بالكامل.
وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقب عودته من ألبانيا في 12 أكتوبر، حيث انتقد التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان وسوريا، معتبرًا أن احتلال دمشق سيمثل تهديدًا إقليميًا خطيرًا.
وأوضح أردوغان أن إسرائيل تعلن بوضوح نيتها احتلال دمشق بعد لبنان، مما يعني وصول الجنود الإسرائيليين إلى حدود تركيا في شمال سوريا، الأمر الذي قد يؤدي إلى “تمزيق خريطة سوريا بالكامل”.
وأكد الرئيس التركي أن أنقرة ستدافع عن السلام العاجل والدائم في سوريا، مشددًا على واجب المجتمع الدولي في عدم إضافة المزيد من المعاناة إلى الشعب السوري.
وذكر أن تركيا منذ بداية الثورة السورية، حافظت على احترام وحدة الأراضي السورية وسعت من خلال الدبلوماسية لحماية سيادتها، مؤكدًا أن الدبلوماسية الفعالة يمكن أن تمنع التصعيد.
وطالب أردوغان بمواجهة إسرائيل، التي وصفها كأكبر تهديد ملموس للسلام الإقليمي والعالمي، داعيًا إلى التضامن الدولي لمواجهة هذا الخطر.
وفي سياق متصل، انتقد الدعم الذي تقدمه قوات التحالف الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، لحزب العمال الكردستاني، معتبرًا أن هذا الدعم يشكل أكبر تهديد لوحدة أراضي سوريا.
ودعا الرئيس التركي روسيا وإيران وسوريا إلى اتخاذ تدابير أكثر فعالية لمواجهة الوضع الراهن. ويُذكر أن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يدعم ميليشيا قسد في شمال شرق سوريا، والتي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيًا.
ولم يتطرق أردوغان خلال تصريحاته إلى مسار التطبيع مع النظام السوري، وكان آخر تصريح له حول هذا الموضوع في 21 سبتمبر، حيث قال إنه “ينتظر الرد من بشار الأسد”، وأعرب عن أمله في أن يبدأ عهد جديد في العلاقات بين تركيا والنظام السوري، مستندًا إلى العلاقة بين دولتين ذوات غالبية مسلمة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق في الأراضي السورية، بما في ذلك العاصمة دمشق، نتيجة الغارات الإسرائيلية، بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية هجماتها على الأراضي اللبنانية في 23 سبتمبر.
كما دعا أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، إلى إرسال رسالة تهديد للنظام السوري إذا استمر استخدام الأراضي السورية كقاعدة لوجستية لأعداء إسرائيل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر أردوغان إسرائيل من أن عواقب هجومها البري على لبنان لن تشبه عمليات الاحتلال السابقة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحت قيادة “نتنياهو، الذي يحاكي هتلر”، ارتكبت العديد من الجرائم ضد الإنسانية.