طرح الكاتب التركي كمال أوزتورك عندما تولى منصب المدير العام لوكالة الأناضول عام 2011، سؤالاً على زملائه وهو عندما يتحدث رئيس تركيا، من يقوم بترجمة خطابه إلى اللغة العربية وتوزيعه على وسائل الإعلام العربية؟.
كما طرح أوزتورك سؤالاً آخر وهو: عندما يتحدث ملك أو رئيس عربي عن تركيا، من يترجم ذلك إلى اللغة التركية؟، ويقدمه إلى وسائل الإعلام التركية ومن يترجم ذلك الحديث إلى التركية؟.
وكانت الإجابة صادمة، حيث قال له الصحفيون أن وكالة الأناضول لا تقوم بذلك، ولا تتم ترجمة الخطابات والتصريحات إلى الإنجليزية والفرنسية أو الروسية، ولكن وكالات الأنباء مثل وكالة الأنباء الأمريكية والفرنسية تقوم بتغطية الأحداث وترجمتها من العربية إلى التركية، أو بالعكس، ثم بيعها للعرب أو الأتراك.
وبالإضافة إلى أن تلك الوكالات والدول التي تمتلكها لا تتحدث العربية أو التركية، ولكنها تحتكر الأخبار، وتقوم بترجمتها وبيعها للدول المعنية بتلك الأخبار، لعدم وجود شبكات أخبار مشتركة بين تركيا والدول العربية.
ويعود هذا الأمر المؤلم إلى عدم وجود وكالة أنباء دولية فعالة في الدول الإسلامية، وكانت كل الدول تعتمد على الوكالات الغربية لإيصال صوتها، واستمر احتكار الأخبار من قبل هذه الوكالات لمدة 120 عاماً بهذا الشكل.
وكانت وكالة الأناضول السباقة في الانطلاق عالمياً، حيث وفي غضون 3 سنوات بدأت بنشر الأخبار باللغات العربية والروسية والفرنسية والإنجليزية والكردية والبوسنية، بعد وضع الرئاسة التركية آنذاك بصورة ما يحصل، وكان ذلك عام 2012.
بينما بدأت وكالة الأنباء الفرنسية AFP خدمتها باللغة العربية في عام 1969، وكان هذا التاريخ قد جعل العرب والأتراك يدركون كم هم متأخرون في هذا المجال، بالإضافة إلى افتقارهم إلى المواد الضرورية بشكل مأساوي.
وبعيداً عن وكالات الأنباء، حذّر الكاتب التركي من عدم امتلاك الدول الإسلامية لوسائل تواصل اجتماعي خاصة بها، أو قنوات تلفزيونية فعالة على مستوى العالم عدا قناة الجزيرة، التي تُبث باللغتين العربية والإنجليزية، وتقدم نموذجاً رائعاً في مجال الأعلام.
وتابع أوزتورك أن الدول الإسلامية بشركاتها ومؤسساتها الكبرى لا تستثمر في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مسألة أمن قومي، وتنفق بالمقابل مليارات الدولارات على مبان ضخمة، وموانئ عملاقة، ومراكز تسوق هائلة، مع العلم أن وسائل التواصل أصبحت تهديداً واقعياً لأمن تلك الدول.
من جهة أخرى، مع اندماج وسائل التواصل بالذكاء الاصطناعي، ستصبح بيانات وسائل التواصل أداة قوية وتهديدًا غير مسبوق، لكن القطار لم يفت بعد إذا تحركت الدول الإسلامية وكسرت هذا الاحتكار.
وختم الكاتب والصحفي التركي حديثه بالقول: يجب أن نتوقف عن مناقشة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، ونسأل أنفسنا: لماذا لا نملك منصات تواصل اجتماعي خاصة بنا؟.