ما تزال تصريحات المسؤولين الإيرانيين متباينة ومضطربة بشأن سوريا، حيث يعملون على إظهار بلدهم كلاعب في المرحلة الجديدة من عمر سوريا، وذلك بعد إسقاط نظام الأسد وإنهاء الدور الإيراني، وقطع الطريق أمام مشروعها الطائفي.
وفي جديدها، علقت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على الوضع الجديد في سوريا، لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد البائد، وزعمت أن “الوضع لن يبقى على حاله”، حسبما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية.
وقال قائد الميليشيا، حسين سلامي، في مؤتمر صحفي: “إن العوامل التي لا مجال لذكرها الآن جعلت الأعداء يحققون بعض النتائج في سوريا”، مؤكدًا أن الوضع لن يبقى على حاله هناك، حسب زعمه.
تأتي تصريحات سلامي بالتزامن مع مع تصريحات مغايرة من قبل الخارجية الإيرانية، حيث أكد المتحدث باسمها، إسماعيل بقائي، أن بلاده تدعم أي حكومة تحظى بموافقة وتأييد الشعب السوري.
وأضاف بقائي أن إيران تراقب الوضع في سوريا، وتأمل أن تؤدي المرحلة الانتقالية إلى تشكيل حكومة شاملة تضم كل أطياف الشعب السوري، حسب زعمه.
وكشف بقائي عن موقف إيران من عودة العلاقات بين طهران ودمشق، مؤكدًا أن العلاقات تخضع لجملة اعتبارات، كما تتطلب مجموعة من المتطلبات الأساسية.
وتابع بقائي أن بلاده تستخدم جميع الوسائل لضمان اتخاذ قرارات مدروسة بعناية، منوهًا أنه ليس من غير المعتاد أن تكون دولنا الصديقة نشطة وتتبادل الرسائل.
وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عقب سقوط النظام البائد مباشرة، أنه لا يمكن الحكم على ما يحدث في سوريا، مؤكدًا وجود عوامل تؤثر في مستقبل البلاد، بحسب وكالة مهر الإيرانية.
من جانبه وصف مرشد إيران، علي خامنئي، سقوط نظام الأسد المخلوع بالفوضى، واتهم الثوار السوريين بالتسبب بهذه الفوضى، حسب زعمه.
ويسود الموقف الإيراني من سوريا حالة من التخبط والهيستيريا، حيث يخرج التصريحات من معظم المسؤولين الإيرانيين بشكل متناقض تمامًا، مما يعكس نكبة كبيرة لإيران في سوريا، حيث كانت من أبرز الداعمين للنظام المخلوع، سياسيًا واقتصاديًا.
يذكر أن وزير الخارجية السوري كان قد حذر إيران من نشر الفوضى في سوريا، مشددا على ضرورة أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها.