يترقب السوريون بقلق ما سيتخذه الرئيس المنتخب دونالد ترامب تجاه القضية السورية، بعد سنوات من الإهمال الدولي لهذا الملف الذي مر على ثلاثة رؤساء أمريكيين منذ انطلاق الثورة.
ويعتبر السوريون الأحرار أن يكون ترامب خياراً أفضل مقارنةً بكامالا هاريس، إذ شهد عهده بين عامي 2016 و2020 إجراءات صارمة ضد النظام السوري المجرم، بينما كان متوقعاً أن تتبع هاريس نفس النهج البارد الذي اتبعه بايدن تجاه سوريا، والذي كان داعماً للنظام بشكل غير مباشر.
كان الرئيس الأسبق باراك أوباما أول من عاصر الثورة السورية، لكنه اكتفى بتصريحات مترددة، منها قوله عام 2011 إن الأسد فقد شرعيته، وتحذيره عام 2012 من استخدام الأسلحة الكيميائية.
ورغم هذه التصريحات، لم يتخذ أوباما إجراءات رادعة تمنع النظام المجرم من شن هجمات كيميائية ضد المدنيين.
على العكس، تبنى ترامب نهجاً صارماً؛ ففي عام 2017، أمر بقصف مطار الشعيرات في حمص رداً على هجوم كيميائي شنه النظام المجرم على خان شيخون.
وعلى عكس أوباما وبايدن، أبدى ترامب استعداداً لإيجاد تسوية سياسية للقضية السورية تضمن عودة اللاجئين، وهو ما لم يتحقق في ظل إدارة بايدن.
تركزت سياسة إدارة بايدن تجاه سوريا على ثلاثة محاور: مكافحة الإرهاب، الحد من الهجرة الجماعية، ومواجهة توسع النفوذ الروسي، ما يعكس تراجع أهمية الملف السوري.
وقدمت إدارة بايدن دعمها للشركاء الإقليميين، لكنها لم تتخذ خطوات حاسمة نحو الحل السياسي، بل مهدت للتطبيع مع النظام السوري المجرم، إذ عادت عدة دول عربية للتواصل مع دمشق وأعادت سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
كما عرقل بايدن في أبريل 2024 قانون مناهضة التطبيع مع النظام المجرم وقلل من تشدد العقوبات المفروضة بموجب قانون “قيصر”.
ويشار إلى أن تكون عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة أفضل لقضية الشعب السوري، على أمل أن يعيد القضية السورية إلى الواجهة الدولية بعد أن باتت شبه مجمدة.