أشارت التحليلات الأخيرة للحالة الجوية إلى أن الدوامة القطبية، التي تعمل كحزام من الهواء البارد حول القطب الشمالي، بدأت تستعيد قوتها بعد فترة من الاحترار.
وتُعدّ هذه الدوامة مسؤولة عن دفع موجات الهواء البارد نحو العديد من المناطق في العالم، حسبما ذكره موقع طقس العرب.
وتعمل الدوامة القطبية كنظام دائري من الرياح الباردة في طبقات الجو العليا، وتمنع الهواء البارد من الانتقال جنوبًا نحو المناطق الأكثر دفئًا.
وعادة ما تكون هذه الدوامة أكثر تماسُكًا خلال فصل الشتاء، مما يساعد في الاحتفاظ بالبرودة في منطقة القطب الشمالي.
لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث ضعف في هذا التماسك، مما يؤدي إلى اندفاع الهواء البارد نحو مناطق أقل برودة، ما يتسبّب في انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
وعندما تكون الدوامة قوية، يحافظ الهواء البارد على تماسكه، مما يعزّز تدفقه نحو مناطق مثل أمريكا الشمالية وشمال أوروبا وآسيا، ويؤدي هذا التغير إلى زيادة الفروقات في الضغط الجوي بين المناطق الباردة والمعتدلة.
وعندما يلتقي الهواء البارد مع المسطحات المائية، تتشكّل منخفضات جوية، ما يسفر عن تكوين سحب وهطول أمطار وثلوج.
ونتيجة لذلك، يصبح الطقس باردًا وعاصفًا، وقد تحدث عواصف ثلجية في بعض المناطق، خصوصًا في المناطق الجبلية.
كما أن التماسك في الدوامة يزيد من تركيز الهواء البارد، مما يؤدي إلى رياح شديدة وانخفاضات حادة في درجات الحرارة.
كما تؤثر هذه التغيرات على أنماط الطقس بشكل واضح، حيث تزيد من احتمالات تساقط الثلوج والعواصف الثلجية في مناطق واسعة من شمال أمريكا وأوروبا وآسيا.
ومن المتوقع أن يشهد البحر المتوسط تأثيرات غير مباشرة، مما يزيد من فرص الهطول، ومع استمرار تماسك الدوامة قد يؤدي أيضًا إلى تكرار موجات البرد في شمال الكرة الأرضية