عمت محافظة دير الزور ومناطق أخرى موجة استقالات من السلك التعليمي، وخاصة في مناطق سيطرة ميليشيا قسد، وذلك على خلفية فرض منهاج جديد يتعارض مع دين أبناء المحافظة وقيمهم وثقافتهم.
وتعد هذه الاستقالات الجماعية الأكبر من نوعها في محافظة دير الزور والمناطق الأخرى منذ أن سيطرت ميليشيا قسد على المنطقة، وخاصة في مجمعي هجين والجزيرة التربويين.
ويعاني قطاع التعليم في ريف دير الزور من تهميش عام، وتواجه العملية التعليمية تحديات كبيرة، أبرزها النقص الحاد في أعداد المعلمين، بسبب عزوفهم عن تقبل وضع المدارس والمنهاج.
ويُعتبر السبب الذي أدى إلى هذه الموجة من الاستقالات الجديدة في صفوف المعلمين قديماً، حيث أعلنت ميليشيا قسد في أيار الماضي عن رغبتها في فرض منهاج جديد للمراحل الدراسية كافة، ويشمل هذا الفرض إدخال اللغة الكردية.
وأعلنت مؤسسة المناهج التابعة لميليشيا قسد أن المؤسسة أعادت النظر في جميع كتب المناهج الدراسية، وسيتم التغيير على مراحل، وسيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من بداية العام الدراسي 2024_2025.
وسيشمل التغيير أولاً منهاج الصف الأول والرابع والسابع والعاشر، ويستمر التعليم في الصفوف المتبقية: الثاني والخامس والثامن والحادي عشر، وفق المنهاج الحالي، على أن يتم استبدال منهاجها خلال العام 2025_2026.
كما سيتم، كمرحلة ثالثة، استبدال منهاج الصفوف الثالث والسادس والتاسع والبكالوريا، وفق التغييرات التي جرت في المرحلة الثانية، وستستكمل في صيف 2026، فيما سيدخل حيز التنفيذ عام 2027.
وبعد هذا القرار، امتنع الكثير من الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، احتجاجاً على فرض ميليشيا قسد منهاجاً لا يتناسب مع القيم الدينية وأخلاق وثقافة أهل المنطقة، إضافة إلى نقص الدعم الذي يعانيه القطاع التعليمي.
يذكر أن ميليشيا قسد التي تسيطر على شرق الفرات، لم تحاول تحسين أي شيء من الخدمات، أو حتى بناء مدارس تستوعب الطلاب في دير الزور، ولكنها ركزت على إعادة طرح آخر جديد يعلم الطلاب فلسفة مؤسس حزب العمال الكردستاني الإرهابي، عبد الله أوجلان.
وتسبب هذا النهج الذي تسير عليه الميليشيا باضطرابات واحتجاجات، حيث اعتبر سكان المحافظة فرض المنهاج التعلمي مسيئا لثقافتهم ولدينهم