ليس من السهل أن يسمع المرء أنين أطفاله أو أحبابه وهم يتوجعون تحت الأنقاض، وهو واقف لا حول له ولا قوة ولا حيلة يتحرك بها لينقذ ما يمكن إنقاذه، ولعل هذه المشاهد كانت من أكثرها إيلاماً في زلزال شباط 2023.
لكن وعلى النقيض أصبح صوت الأنين من تحت الأنقاض دافعاً للأمل، فهذا فيه دلالة على أن العالقين ما زالوا أحياء، نعم يتألمون لكنهم أحياء وسط عجز كبير في عملية الإنقاذ بسبب حجم الكارثة التي فاقت القدرات بمئات الأضعاف.
بضع آليات ومجموعات من المنقذين ودمار هائل، يد من تحت الأنقاض تتحرك هنا وصراخ وتوجع هناك، الجميع يحاول أن ينقذ ما أمكن إنقاذه، لقد أدرك المنقذون من الأهالي والمؤسسات الحكومية والمنظمات المعنى الحقيقي لكلمة العجز لكن دون استسلام.
وبعد أيام من محاولات الإنقاذ وانتشال أعداد من الجرحى والشهداء والمصابين، ازداد الحرج على الذين لم تصل إليهم أياد المنقذين لصعوبة المنطقة أو التراكم الضخم والمتشابك للأنقاض، ولعل من أبرز الجمل المؤلمة التي قيلت حينها “انتهى الأنين وعم الصمت”.