سلّطت مجلة دير شبيغل الألمانية الضوء في تقرير لها على الحملة الإعلامية التي يقودها النظام الإيراني في سوريا، والتي تصاعدت بشكل كبير بعد سقوط نظام الأسد البائد.
كما ركّز التقرير الذي أصدرته المجلة على الجهود التي تبذلها منصة “تأكد” في مواجهة هذه الحملة المضللة، التي تهدف إلى إثارة الفتنة وإشاعة أخبار كاذبة تستهدف الإدارة السورية الجديدة.
وفي تصريحات جديدة لمدير منصة “تأكد” للمجلة، قال السيد أحمد بريمو إن ظاهرة التضليل الإعلامي لا تزال تشكّل تحديًا كبيرًا في سوريا، مؤكدًا أنها تفاقمت بعد سقوط نظام الأسد، مضيفًا أن المنصة تسجّل عشرات الحالات يوميًّا من الأخبار والمعلومات المضللة.
الباحث في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، وصف حجم التضليل الإعلامي في سوريا بالكارثي، ولفت إلى أن إيران تستخدم شبكات دعائية منظّمة لترويج معلومات كاذبة بهدف خلق الفوضى وتقويض استقرار البلاد.
وبحسب التقرير، فإن إيران وحلفاءها عملوا على استغلال وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لنشر معلومات مغلوطة، في محاولة لإعادة صياغة الرواية السابقة التي كانوا يتشدقون بها حول ما يجري في سوريا.
وكشف التقرير أن من أبرز محاولات إيران التشكيك في شرعية الإدارة السورية الجديدة، حيث تروّج لادعاءات حول عدم شرعية القيادة الحالية بهدف ضرب مصداقيتها.
وتابع التقرير أن إيران تلعب على الوتر الطائفي، حيث يتم تحريض الأطراف المختلفة على الانقسامات بهدف خلق الفوضى وإضعاف محاولات الاستقرار.
كما أن إيران تستخدم شخصيات مؤثرة وحسابات وهمية لنشر الأخبار الكاذبة على نطاق واسع، في محاولة منها لتوجيه الرأي العام لصالح أجنداتها.
وأشار التقرير إلى أن التضليل الإعلامي الإيراني لا يتوقف عند حد التأثير على الرأي العام، بل يتجاوزه ليصل إلى عرقلة جهود إعادة الإعمار في سوريا، حيث تعمل على إضعاف أي مشروع له صلة بإعادة الإعمار، خصوصًا إذا كان لا يخدم مصالحها الخاصة، مما يساهم في خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا.