كشفت وكالة “رويترز” عن مستجدات تتعلق بالاجتماع الذي جمع الرئيس السوري، أحمد الشرع، مع مبعوث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة دمشق قبل شهر من اليوم.
ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية وسورية وروسية أن الشرع ركّز خلال اللقاء، الذي عُقد في 29 كانون الثاني، على طلب إلغاء القروض التي تم توقيعها بين روسيا والنظام المخلوع خلال فترة حكم الأسد.
وأفاد أحد المصادر بأن الجانب السوري طرح أيضًا خلال المحادثات، مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مسألة إعادة الأسد إلى سوريا، لكنه أشار إلى أن هذه النقطة لم تكن عقبة كبيرة أمام استئناف العلاقات.
كما طالب الشرع بإعادة الأموال التي يُعتقد أن الأسد قد أودعها في موسكو، إلا أن الوفد الروسي نفى وجود أي ودائع من هذا النوع، وفقًا لما ذكره دبلوماسي مقيم في سوريا حضر الاجتماع.
ووفقًا للمصادر ذاتها، جرى اللقاء في أجواء إيجابية إلى حدٍّ ما، بينما وصف الكرملين المحادثة الهاتفية التي جرت بين بوتين والشرع قبل أسبوعين بأنها بنّاءة.
من جانبه، أشار وزير المالية السوري، محمد أبازيد، إلى أن سوريا، التي كانت سابقًا شبه خالية من الديون الخارجية قبل اندلاع النزاع، أصبحت مدينة بما يتراوح بين 20 و23 مليار دولار، دون تحديد حجم الديون المستحقة لروسيا تحديدًا.
وخلال الاجتماع، شدّد الشرع على أهمية تصحيح الأخطاء التي شابت العلاقات الثنائية في السابق، مطالبًا بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبلاد نتيجة التدخل الروسي.
في المقابل، أوضح مصدر مطّلع على الموقف الروسي أن موسكو من غير المرجّح أن تتحمّل مسؤولية التعويض عن الدمار، لكنها قد تقدّم مساعدات إنسانية كبديل.
وبحسب التقرير، فإن مستقبل وجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا، التي تُعتبر الركيزة الأساسية للنفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، يعتمد على قرارات الرئيس السوري أحمد الشرع.
ويسعى بوتين إلى إعادة التفاوض حول العقود المبرمة خلال حكم الأسد المخلوع، والتي منحت روسيا امتيازات واسعة، مثل عقد إيجار طويل الأمد لقاعدة طرطوس واتفاق غير محدد المدة لقاعدة حميميم، إلا أنه لا يفكّر بالانسحاب من سوريا على الإطلاق.