في خطوة تهدف إلى تعزيز إنتاج الطاقة وتحسين واقع الكهرباء في البلاد، أعلنت وزارة الكهرباء في الحكومة السورية عن إطلاق مشروع استثماري جديد في قطاع الطاقة المتجددة.
حيث دعت المستثمرين ذوي الخبرة إلى تقديم عروضهم لإنشاء وتشغيل محطة طاقة كهروضوئية بقدرة 100 ميغاواط، وفق نظام تمويل وبناء وتشغيل وتملك (BOO).
ومن المقرر أن تُقام المحطة في منطقة وديان الربيع – عقار 227 الرمدان بريف دمشق، مع إنشاء محطة تحويل كهربائية (GIS) بقدرة 230 كيلوفولت، وربطها بالشبكة الوطنية عبر خط هوائي عدرا 2 – تشرين، وذلك باستخدام أحدث التجهيزات لضمان كفاءة التشغيل والاستثمار الآمن.
ودعت الوزارة الراغبين في الاستثمار إلى مراجعة مقرها الرسمي للحصول على التفاصيل الفنية والمالية اللازمة وتقديم عروضهم، في خطوة تعكس توجه الحكومة نحو تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتطوير قطاع الكهرباء.
يأتي هذا الإعلان في وقت يواجه فيه سكان دمشق وريفها انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، وسط شكاوى متزايدة من تردي الخدمات، رغم وعود الحكومة بالتحسن التدريجي خلال الفترة المقبلة.
وأوضح المهندس خالد أبو دي، المدير العام لمؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء، أن أحد أبرز أسباب ضعف التوليد الكهربائي هو نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات، حيث تعاني البلاد من شح في الفيول والغاز، مما أدى إلى انخفاض القدرة الإنتاجية بشكل كبير.
وأشار إلى أن النظام البائد انتهج سياسة إضعاف ممنهجة لهذا القطاع الحيوي، حيث تم تعطيل العديد من المبادرات الاستثمارية، وإهدار الأموال على مشاريع غير مجدية، إضافة إلى إهمال الصيانة الدورية للمرافق الكهربائية، مما أدى إلى تدهور الشبكة.
وأكد أبو دي أن البنية التحتية الكهربائية في دمشق لم تشهد أي تحديثات منذ 20 عامًا، وهو ما تسبب في تقادم المعدات وعدم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد، ورغم الظروف الحالية، لم يتم حتى الآن بحث أي تغييرات في تعرفة الكهرباء.
ويمثل فتح باب الاستثمار في الطاقة المتجددة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال الطاقي وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد، مما قد يسهم في تحسين الواقع الكهربائي تدريجيًا.