حظي أبطال قصة تسريبات “قيصر” بإشادة واهتمام واسع من قبل أبناء الشعب السوري بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، تقديرًا واحترامًا لدورهم في فضح وحشية الأسد ونظامه البائد، وملاحقته دوليًا.
“قيصر وسامي”، اسمان سيبقيان محفورين في ذاكرة السوريين وتاريخهم المعاصر، حيث واجها بشجاعة نادرة غطرسة وفظائع النظام البائد. استطاعا فضح القتل والتعذيب وجرائم الحرب التي حاول النظام التغطية عليها بكل الوسائل الشيطانية.
كان ما قام به البطلان حدثًا بارزًا في تاريخ الثورة السورية، فشكّلا شاهدين رئيسيين في إدانة نظام الأسد البائد بارتكاب الجرائم، ونقطة انطلاق في ملاحقة النظام وضباطه المتورطين في الجرائم ضد الشعب السوري.
وبعد عقد من الزمن، وترقب كبير من أبناء الشعب السوري، كشف البطلان عن اسميهما الحقيقيين. قيصر هو المساعد أول “فريد المذهان”، رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، وسامي هو المهندس المدني “أسامة عثمان”، الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة “ملفات قيصر للعدالة”.
عمل البطلان على توثيق جرائم النظام بحق المعتقلين، ثم تمكنا من الفرار خارج سوريا، حاملين ملفات توثق فظائع لم تشهدها البشرية. استُخدمت الصور في محاكم أوروبية لإدانة ضباط سوريين فروا إلى أوروبا بارتكاب جرائم تعذيب وجرائم حرب. كما أسهمت هذه الملفات في إصدار قانون “قيصر”، الذي ساعد في خنق النظام البائد اقتصاديًا، وتسريع سقوطه.