أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية إلقاء القبض على العميد السابق عاطف نجيب، رئيس فرع الأمن السياسي في درعا سابقًا، والمتهم بارتكاب جرائم تعذيب بحق أطفال كتبوا عبارات تطالب بالحرية على جدران المدارس عام 2011، وفقًا لما نشرته صحيفة الوطن.
ويُعرف نجيب بكونه أحد أكثر الشخصيات دموية في النظام البائد، حيث ارتكب انتهاكات مروعة بحق الأطفال، تضمنت اقتلاع أظافرهم وتعذيبهم بوحشية أثناء توليه منصبه في درعا.
خطوة نحو العدالة
يُنظر إلى القبض على نجيب كخطوة مهمة في مسار تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.
فقد كانت معاناة الأطفال في درعا شاهدًا حيًّا على وحشية الاستبداد، مما عزز الحاجة إلى النضال المستمر في طريق الثورة من أجل الكرامة والحرية.
خلفية عاطف نجيب
عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس المخلوع بشار الأسد، ولد في مدينة جبلة، وهو خريج الكلية الحربية قبل انضمامه إلى جهاز المخابرات العامة.
شغل عدة مناصب في النظام السابق، كان أبرزها رئاسة فرع الأمن السياسي في درعا.
اشتهر نجيب بفساده واستغلاله لمنصبه، حيث تورط في ابتزاز التجار وأصحاب رؤوس الأموال والمواطنين، وكان يتحرك دائما تحت حراسة مشددة، كما كان يتجنب تناول الطعام خارج دمشق خوفًا من الاغتيال.
الشرارة التي أشعلت الثورة في عام 2011، أمر نجيب باعتقال مجموعة من طلاب المدارس في درعا بعد أن كتبوا شعارات مناهضة للنظام على جدران مدارسهم.
وعندما توسط وجهاء المدينة لإطلاق سراحهم، رفض ذلك بغطرسة قائلاً لهم: “انسوا أولادكم”.
كما أطلق عبارة مهينة أثارت غضب الأهالي، حيث قال للوجهاء: “سأعمل على تغيير النسل في مدينتكم”.
هذا التصرف أشعل فتيل الاحتجاجات في درعا، والتي سرعان ما امتدت إلى مختلف أنحاء سوريا، وكانت البداية الحقيقية للثورة السورية المباركة التي انتهت بإسقاط النظام عام 2024.