في أول خطاب له بعد توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، وجه السيد أحمد الشرع خطابًا إلى أبناء الشعب السوري، حيث أكد لهم بدء مرحلة جديدة في سوريا بعد تحريرها من النظام المخلوع.
واستفتح الرئيس السوري خطابه بالحديث عن تحرير البلاد بعد سنوات طويلة من القتل والظلم والمعاناة، وأكد أن هذا التحرير تم قطافه نتيجة تضحيات أبناء سوريا في الداخل والخارج.
حيث أكد أن النصر والتحرير تحققا بفضل الشهداء والمعتقلين وجميع السوريين الذين قدموا كل ما يملكون من أجل الحرية والكرامة، مشيرًا إلى أن النصر الذي نعيشه الآن انطلق من هتافات المتظاهرين في ساحات الحرية.
واستذكر الشرع التضحيات الجسيمة التي قدمها الثوار في وجه القصف الصاروخي والبراميل المتفجرة والمواد الكيميائية، والتي لم تثنهم عن تحقيق هدفهم في نيل حريتهم وكرامتهم.
وأكد الشرع أن المرحلة التي نمر بها هي مرحلة انتقالية، تتطلب تكاتف السوريين والعمل معًا، سواء في الداخل أو الخارج، لبناء سوريا المستقبل، وأن الهدف الآن هو تشكيل حكومة انتقالية شاملة تحتوي كل أطياف المجتمع السوري، وتعكس تنوعه.
وأكد الشرع أن الهدف من تشكيل حكومة انتقالية شاملة هو تولي مسؤوليات بناء المؤسسات السورية الجديدة بشكل حديث وحضاري.
وأضاف السيد الشرع أنه سيعلن عن تشكيل لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر، بهدف سد الفراغ الناتج عن حل مجلس الشعب، إضافة إلى الإعلان عن لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي سيتم من خلاله مناقشة تحديد البرنامج السياسي المستقبلي لسوريا.
وركز الشرع في خطابه على بعض الأولويات الأساسية التي ستعمل الحكومة الانتقالية على تحقيقها، وأبرزها تحقيق السلم الأهلي عبر ملاحقة المجرمين الذين أجرموا بحق الشعب السوري، سواء في الداخل أو الخارج.
كما شدد الشرع على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، وعلى وحدة سوريا وسيادتها الوطنية، مؤكدًا العمل على فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها، مشيرًا إلى بناء مؤسسات حكومية قوية، دون فساد أو محسوبيات.
كما أكد الشرع في خطابه على تعزيز الاقتصاد السوري، وإعادة سوريا إلى مكانتها الإقليمية والدولية، إضافة إلى تحقيق فرص عمل حقيقية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وتوفير الخدمات المفقودة على كامل تراب الوطن.
واختتم الرئيس الشرع خطابه بدعوة السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد، يقوم على العدل والشورى، مؤكدًا أن سوريا ستكون منارة للعلم والسلام والازدهار.