أثبتت سوريا حضورًا قويًا ومميزًا في منتدى دافوس بسويسرا، وأثبت وزير خارجيتها أسعد الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة تسير بخطى ثابتة لرفع مكانة سوريا عالميًا، وتعتبر هذه المشاركة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية العربية السورية.
وأكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تعد العائق الرئيسي أمام تحقيق الاستقرار، مشددًا على أن رفعها هو المفتاح الأساسي لاستعادة البلاد عافيتها.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر دافوس يوم أمس الأربعاء 22 كانون الثاني، حيث دعا إلى إعادة توجيه العقوبات نحو بشار الأسد المتواجد في روسيا بدلًا من معاقبة الشعب السوري.
وتطرق الشيباني إلى الوضع الأمني في سوريا، مؤكدًا أن البلاد أصبحت أكثر استقرارًا، ولن تنزلق إلى صراعات أهلية أو طائفية، مشيرًا إلى التزام الحكومة السورية الجديدة بضمان مشاركة جميع مكونات المجتمع، وتعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، وأكد أن سوريا تتطلع إلى بناء اقتصاد متين ومستقل بدلًا من الاعتماد على المساعدات الخارجية.
ومن الناحية الاقتصادية، كشف الشيباني عن خطط لتعزيز الشراكات مع دول الخليج، خاصة في مجالات الطاقة والكهرباء، كما أشار إلى وجود فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الصناعية والسياحية، موضحًا أن الحكومة السورية تسعى لتهيئة بيئة استثمارية جاذبة رغم التحديات الاقتصادية الراهنة.
وأكد الشيباني أن سوريا تسعى لأن تكون دولة سلام، ولن تشكل أي تهديد لأي دولة أخرى، معربًا عن رغبة بلاده في بناء علاقات إيجابية مع المجتمع الدولي على أساس الاحترام المتبادل.
وشدد الشيباني على أهمية رفع العقوبات لتسريع التعافي الاقتصادي واستعادة الثقة الدولية، موضحًا أن العديد من الدول الغربية تترقب مدى التزام الحكومة السورية الجديدة بوعودها قبل اتخاذ أي خطوات نحو تخفيف العقوبات.
وفيما يخص العدالة الانتقالية، أكد أن الحكومة ملتزمة بحماية حقوق جميع المواطنين، والتصدي لأي محاولات انتقامية قد تهدد النسيج الاجتماعي للبلاد.
وفي ختام حديثه، وجه الشيباني رسالة إلى المجتمع الدولي أكد فيها أن الحكومة السورية تعمل بجد خلال الأشهر المقبلة لإثبات قدرتها على تلبية تطلعات الشعب السوري، ودعا السوريين في الخارج إلى العودة والمساهمة في بناء مستقبل البلاد.
وأضاف أن سوريا عازمة على طي صفحة الماضي، والتطلع إلى مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، مشددًا على أن المأساة التي عاشها السوريون لن تتكرر.
