كشف قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ضرورة الانتقال من عقلية الثورة إلى عقلية بناء الدولة، مؤكدًا أن الثورات تزيل الأنظمة ولكنها لا تبني الدول، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار في سوريا.
جاء ذلك التصريح في مقابلة أجراها مع اليوتيوبر “جو خطاب”، حيث وضع الشرع النقاط على الحروف بخصوص عملية التحول التي تحدث عنها، حيث أكد على أهمية العفو الوطني لتحقيق مصالحة مجتمعية في سوريا.
وأشار الشرع إلى أن السوريين مرُّوا بتجربة صعبة، حيث كانوا يعيشون داخل سجن جماعي، وأن المعركة كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى استعادة الروح وجمع الناس معًا من جديد، لافتًا أن النظام البائد كان يستخدم الخوف والابتزاز والترهيب بدلًا من بناء قناعات إيجابية لدى الشعب.
كما أكد الشرع في المقابلة أن أسلوب الدعاية الذي استخدمه النظام ضد الثورة أثبت فشله وانهار بسرعة، مشيرا إلى أن الأفعال أثبتت قوتها وتأثيرها في نفوس السوريين.
وأضاف الشرع أن القيادة الجديدة أخذت على عاتقها بناء دولة قوية ومستقرة، حيث يتم التركيز حاليًا على الاستقرار المجتمعي وتعزيز الثقة بين أفراد الشعب.
وشدد الشرع على أن القضاء هو الضامن للعدالة، منوهًا إلى ضرورة أن يتعامل السوريون مع الحقوق عبر القضاء، بعيدًا عن الانتقام الفردي، أو أخذ الحق باليد.
وأضاف أن المرحلة القادمة ستكون محطة هامة للبدء ببناء مؤسسات الدولة على أسس من العدالة، وذلك لتجنب ما حدث أثناء حكم النظام البائد، مع التأكيد على عدم العفو عن الذين ارتكبوا جرائم ممنهجة.
كما عرج الشرع في مقابلته مع “جو خطاب”، على التغيير الاجتماعي والثقافي الذي تشهده سوريا، حيث أكد أن البلاد بدأت مرحلة جديدة من الثقة المجتمعية، والفرصة متاحة أمام السوريين للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وبالنسبة لجواز السفر السوري، أكد الشرع أنه سيكون ذا قيمة ومكانة على مستوى العالم، وسوف يتخلص السوريون من معاناتهم في الخارج بسبب التعامل مع جوازاتهم الحالية.
وختم الشرع حديثه بالتأكيد على ضرورة أن يتجاوز السوريون عقلية الثأر، مؤكدًا مرة ثانية على أن الدولة لا يمكن بناؤها بالعقلية الثورية، وإنما من خلال التفكير الاستراتيجي والخطط الشاملة لكافة قطاعات الدولة كالتعليم والاقتصاد والصحة.