أكدت وسائل إعلام أميركية أن أوكرانيا حصلت على الضوء الأخضر من واشنطن لاستخدام الصواريخ الأميركية في استهداف العمق الروسي، وهو ما اعتبره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطوة مرحبًا بها.
في المقابل، حذر كبار المسؤولين الروس من أن هذا القرار قد يؤدي إلى تصعيد خطير قد يصل إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وذكرت صحيفة “لوفيغارو” أن فرنسا وبريطانيا أعطتا كييف إذنًا باستخدام صواريخ “ستورم شادو/سكالب” بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
وأوضحت أن هذه الصواريخ ستمكن أوكرانيا من استهداف مواقع لوجستية ومطارات عسكرية روسية، مما يمثل تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في مسار الصراع.
من جانبها، أكدت مصادر أميركية اتخاذ الرئيس الأميركي جو بايدن قرارًا بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا، وهو قرار يأتي قبل أسابيع من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وتخشى أوكرانيا من أن يقوم ترامب، المعروف بانتقاده للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، بوقف الدعم أو فرض اتفاق سلام مع روسيا بشروط مجحفة.
ويسعى كبار المسؤولين في إدارة بايدن إلى استغلال الوقت المتبقي في فترتهم لضمان قدرة أوكرانيا على الاستمرار في القتال أو التفاوض من موقع قوة.
وتعتزم كييف، وفقًا للمصادر، شن أولى هجماتها بعيدة المدى قريبًا، مع إبقاء تفاصيل العملية سرية لأسباب أمنية. يأتي القرار الأميركي ردًا على استعانة روسيا بآلاف الجنود الكوريين الشماليين والذخائر من بيونغ يانغ لتعويض نقص مخزونها العسكري.
ورحب زيلينسكي بالقرار دون تأكيد رسمي لتلقي الموافقة الأميركية، مشددًا على أهمية “القدرات بعيدة المدى” لجيشه، ومؤكدًا أن “الصواريخ ستتحدث عن نفسها”. وعلى الرغم من المخاوف السابقة من تصعيد الصراع، فقد بدت بعض الدول الغربية، مثل بولندا، أكثر وضوحًا في دعمها للقرار الأميركي.
ووصف وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، الخطوة الأميركية بأنها “اللغة التي يفهمها بوتين”، معتبرًا أن رد بايدن جاء في مواجهة التصعيد الروسي الأخير، بما في ذلك الهجوم الصاروخي المكثف والاستعانة بقوات كورية شمالية.
على الجانب الروسي، صرح كبار النواب والمسؤولين بأن القرار الأميركي سيؤدي إلى تصعيد قد ينتهي بتدمير الدولة الأوكرانية بالكامل، وفقًا لأندريه كليشاس، عضو مجلس الاتحاد الروسي، بينما حذر فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية، من أن رد موسكو سيكون فوريًا، مشيرًا إلى احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة.
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى غربية الصنع سيغير طبيعة الصراع ويجبر موسكو على اتخاذ “قرارات مناسبة”، وأكد أن مثل هذه الخطوة ستضع الغرب في مواجهة مباشرة مع روسيا.
ومنذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022، تشترط روسيا إنهاء الهجوم بتخلي أوكرانيا عن الانضمام إلى الكيانات العسكرية الغربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلًا في سيادتها.
ومع تصاعد الأحداث ودخول مزيد من الأطراف الدولية على خط الصراع، يبقى مستقبل هذا النزاع مفتوحًا على احتمالات خطيرة.