على مدى السنوات الماضية، عمل النظام البائد على الترويج الإعلامي لإظهار بعض الميليشيات والشخصيات الداعمة له بمظهر أسطوري لبث الرعب والإرهاب في صفوف السوريين، وخداع الموالين بأن لديه قوات تتمتع بإمكانيات عسكرية غير عادية.
وبالفعل، فقد نجح النظام البائد، بشكل نسبي، في إيهام شريحة كبيرة من الموالين له، وزرع في عقولهم كذبة كبيرة بأن “قوات النمر”، التي عُرفت في وقت لاحق بالفرقة 25، هي قوة لا تُقهر. ولكن مع انطلاق معركة “ردع العدوان”، أصبحت هذه الميليشيا وقائدها المعروف بلقب “النمر” محط سخرية بعد أن تم تعرية هذه الأسطورة في ميدان المعركة.
وتتميز هذه الفرقة، التي قال عنها المقدم “حسين عبد الغني”، الناطق الرسمي لإدارة العمليات العسكرية، إنه تم محوها بالكامل، بأنها لم تتقدم يومًا أو تدافع إلا من خلال غطاء جوي كثيف وتمهيد ناري ضمن سياسة الأرض المحروقة، حيث يتم إبادة كل شيء ثم تقوم بالتقدم.
كما مرت شخصية المجرم “سهيل الحسن” بكثير من التغيرات، فقد تم ترويج عدة أشكال له، ثم تم تضخيمه وجعله أسطورة ومصدرًا للرعب، ولكن عملية “ردع العدوان” كسرت تلك الأسطورة الكاذبة، ومسحت فرقته ثم نظامه بشكل كامل خلال 10 أيام فقط.
ومن الأمور التي صدمت الثائر قبل الموالي أن الفرقة 25 وقائدها الأسطوري تحطموا بشكل أسرع من باقي الميليشيات التي قاتلت الثوار، حيث فر عناصرها واغتنم الثوار جميع ثكناتها وسلاحها.
وفي آخر أيام النظام البائد، لم تتوانَ وسائل إعلام النظام وصفحات الموالين على وسائل التواصل عن نشر أخبار عاجلة عن وصول قائد ميليشيا النمر “سهيل الحسن” لتحقيق النصر. ولكن الحسن خيب آمالهم واختفى بشكل تام، وأصبح محط سخرية في الوسط الموالي.
وتعرضت الفرقة الأسطورية لضربات قوية ومركزة، وتم كسر هيبتها في قلوب الموالين، وبدأت منشورات السخرية تتصاعد حدتها. ولعل أكثر منشور ساخر كان: “سهيل الحسن وصل إلى حلب للمرة العاشرة لأن المرة الماضية لم ينتبه أحد”.
كما كان من أقوى منشورات السخرية على تلك الفرقة الأسطورية: “جيش النظام تسبب بتعب مقاتلي المعارضة بسبب السرعة الخيالية أثناء هروبه”.
وظهر سهيل الحسن بإصدار جديد هو الثالث أو الرابع، وروج له النظام البائد من جديد للحفاظ على بعض الروح المعنوية التي تنتاب جنوده بوجود “النمر” بينهم. ولكن “ردع العدوان” مسحتهم في حمص وعبرت نحو دمشق بسرعة خيالية.
يُذكر أن الحسن برز كأبرز ضباط المخابرات السورية والإيرانية، وتم منحه صلاحيات مطلقة لا يمكن لأي ضابط في العالم أن يحصل عليها، ولا سيما في الآونة الأخيرة.