صعَّد طيران الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة استهدافه للمناطق الصناعية في سوريا، حيث وضع تلك المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري المجرم وميليشيا حزب الله على قائمة ضرباته.
وتهدف هذه الهجمات إلى قطع طرق إمداد الميليشيا بالأسلحة، التي تُجمَّع وتُخزَّن في هذه المواقع، حسبما أفادت حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وكان آخر الاستهدافات في مدينة تدمر بالبادية السورية، حيث تضم المنطقة الصناعية ورشًا لصيانة السيارات ومصانع لإنتاج معدات البناء، إضافة إلى ورش متخصصة في تجهيز قطع معينة لمعدات المصانع. وقبل ذلك، تعرَّضت مناطق صناعية في القصير وحسياء وسط البلاد لضربات مشابهة.
وفي حسياء بمحافظة حمص، التي تُعد من أكبر المناطق الصناعية في سوريا، استهدفت غارات الاحتلال الإسرائيلي معمل “سابا” لتصنيع السيارات، التابع للمحتل الإيراني، وتكرَّر استهداف هذا المعمل مرتين، ما دفع النظام السوري المجرم إلى إغلاقه مؤخرًا.
ولم تقتصر الغارات الإسرائيلية على هذه المناطق، بل استهدفت أيضًا مخازن الأسلحة التابعة لميليشيا حزب الله في لبنان وسوريا. وأصبحت المنطقة الصناعية في القصير هدفًا رئيسيًا منذ تشرين الأول الماضي.
ووفق تصريحات مسؤولي الاحتلال، فإن الضربات تهدف إلى قطع طرق إمداد الأسلحة العابرة من سوريا إلى لبنان. وتشمل هذه الطرق ممرات رئيسية تمتد من البوكمال الحدودية مع العراق، مرورًا بتدمر، وصولًا إلى القصير وحسياء.
وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن توريد الأسلحة عبر سوريا يشكل مصدرًا لزعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، وهو أمر تسعى واشنطن إلى التعامل معه بالتنسيق مع حلفائها.
وتكتسب المناطق المستهدفة أهمية استراتيجية؛ مثل تدمر الواقعة في البادية السورية، حيث تنتشر الميليشيات الإيرانية في محيطها. أما القصير، فهي على الحدود مع لبنان، ما يجعلها نقطة إمداد رئيسية لميليشيا حزب الله. وفي حسياء، تسهم الجغرافيا في ربطها بمناطق مفتوحة شرقي البلاد وغربها، ما يجعلها جزءًا من شبكة لوجستية تمتد إلى الأراضي اللبنانية.
ومنذ سنوات، يعتمد الاحتلال الإسرائيلي استراتيجية لاستهداف مواقع المحتل الإيراني وميليشيا حزب الله في سوريا، كما أن هذا التصعيد مرتبط بتحرك مخزون الأسلحة باتجاه الميليشيا اللبنانية، ما دفع الاحتلال إلى تكثيف هجماته.
وأشار مراقبون إلى أن المناطق الصناعية المستهدفة تُستخدم كمحطات إمداد، حيث تحتوي على معامل ذات استخدام مزدوج، مدني وعسكري، تُصنَّع في هذه الورشات مكونات تُستخدم في تجهيز الصواريخ، سواء في سوريا أو جنوب لبنان.
ويعكس التصعيد الإسرائيلي على المناطق الصناعية في سوريا سياسة تستهدف شل قدرات النظام السوري المجرم وميليشيا حزب الله.
وتظهر الضربات المكثفة أن الاحتلال يعمل على تعطيل البنية التحتية اللوجستية التي تعتمد عليها إيران وميليشياتها في المنطقة، مما يزيد من الضغوط على تحركاتهم العسكرية والإمدادية.ما هو سر استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمراكز الصناعية في سوريا؟