أعلنت طهران أن رئيس هيئة الأركان السعودي، الفريق الركن فياض بن حامد الرويلي، قام بزيارة رسمية إلى إيران يوم أمس الأحد على رأس وفد عسكري رفيع المستوى.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) أن الرويلي التقى نظيره الإيراني، اللواء محمد باقري، للتباحث حول تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الدفاعية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه الزيارة، التي وصفتها وكالات الأنباء بـ”النادرة”، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تغيرات جيوسياسية كبيرة، إذ تتطلع الدول الكبرى والإقليمية إلى تقليل التوترات وإرساء أسس جديدة للاستقرار.
وقالت الوكالة إن لهذه الخطوة أهمية خاصة في ظل انتخاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لفترة رئاسية جديدة من المقرر أن تبدأ في يناير 2025، حيث تعهد خلالها بالسعي إلى تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وكان رئيس الأركان الإيراني قد أجرى في كانون الأول/ديسمبر 2023 مباحثات هاتفية مع وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، ناقش خلالها الجانبان آخر المستجدات الإقليمية وسبل تعزيز “التعاون الدفاعي بين البلدين”، بالإضافة إلى “القضايا المهمة للعالم الإسلامي”، حسب ما كشفته الوكالة.
ويعكس هذا التحرك، حسب الوكالة، رغبة كلا البلدين في تجاوز مرحلة التوتر والعمل على تطوير علاقات دفاعية مشتركة قد تسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.
وتجدر الإشارة إلى أن طهران والرياض كانتا قد اتفقتا في آذار/مارس من العام نفسه على استئناف العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية، بعد سبع سنوات من القطيعة التي كان لها أثر كبير على أمن واستقرار منطقة الخليج، وأثرت على الصراعات في دول مثل اليمن وسوريا، حسب مراقبين.
وفي سياق متصل، أعلنت السعودية الشهر الماضي عن إجرائها مناورات عسكرية مشتركة في بحر العرب، بمشاركة عدد من الدول، بما في ذلك إيران، في خطوة تعكس انفتاحاً عسكرياً غير معتاد بين البلدين، حسب الوكالة.
ويرى مراقبون أن الزيارة الحالية من شأنها أن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنسيق بين القوتين الإقليميتين في مجالات عدة، بما في ذلك الأمن البحري، ومكافحة الإرهاب، وضبط النزاعات الإقليمية.
ويأمل العديد من المراقبين أن تسهم هذه التحركات في خلق بيئة أكثر استقراراً، وتساعد في حلحلة بعض الملفات الشائكة التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، في إطار تعاون بنّاء يدعمه الطرفان ويحقق “مصالحهما المشتركة”.