قررت “ويكيبيديا” أخيرًا حسم الجدل حول توصيف الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2023، وذلك بإعادة تسمية صفحتها التي كانت تحمل عنوان “ادعاءات الإبادة الجماعية في الهجوم الإسرائيلي على غزة” ليصبح “الإبادة الجماعية لغزة”.
جاء هذا القرار بناءً على تصويت محرريها المتطوعين من مختلف أنحاء العالم، الذين رأوا أن الأدلة كافية لاستخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” بشكل صريح.
شهد العالم نقاشات واسعة حول تصنيف الهجمات الإسرائيلية على غزة كإبادة جماعية، خاصة بعد أن تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى قضائية في يناير 2024 أمام محكمة العدل الدولية، تطالب فيها بتصنيف تصرفات إسرائيل على أنها إبادة جماعية وفرض إجراءات لإيقاف الحرب.
وتوصل محررو “ويكيبيديا” في النهاية إلى توافق على تعديل العنوان بناءً على الأدلة المتاحة من خبراء وأكاديميين.
استند القرار إلى تقارير من منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية، وإلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين تشير إلى نية تدمير الشعب الفلسطيني في غزة، وهو شرط رئيسي لتصنيف الأفعال كإبادة جماعية بحسب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
كما تضمنت الصفحة المعاد تسميتها أكثر من 800 مصدر من تقارير حقوقية وإعلامية، وأكثر من 80 تقريرًا من تغطية شبكة الجزيرة للحرب.
وتستعرض الصفحة، المترجمة إلى 16 لغة، آراء خبراء مثل المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز، التي تشير إلى تصريحات إسرائيلية تُبين “نية تدمير” سكان غزة، مما يعزز تأكيد الإبادة الجماعية.
وتوضح أن اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 تُعرّف الإبادة على أنها أفعال تُرتكب بقصد التدمير الجزئي أو الكلي لجماعة ما، مثل القتل وإلحاق الأذى وفرض ظروف معيشية تهدف إلى القضاء على الجماعة.
وتتضمن الصفحة سردًا تاريخيًا وسياسيًا، وفصولًا عن الضحايا والخطاب الإبادي، مع استشهادات بتعريفات أخرى من بينها تعريف رافائيل ليمكين، مؤسس مصطلح “الإبادة الجماعية”، الذي يعتبرها تدميرًا للأسس التي تدعم حياة الجماعات الوطنية، وتشير التعريفات إلى أن الإبادة الجماعية فعل متعمد ومنظم، ينتقي جماعة معينة ويهدف لمنع بقائها أو تكاثرها في منطقة ما.
وأشارت الصفحة إلى أفعال عديدة صُنّفت كإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، مثل القتل والتجويع والتدمير المتعمد للبنية التحتية، إلى جانب الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والمدارس والمواقع الثقافية، والتي أدت إلى مقتل الآلاف وتسببت في دمار هائل ومجاعة حصدت أرواح أطفال ومسنين.
ومنذ أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته في غزة، مخلفًا أكثر من 146 ألف شهيد وجريح، ودمارًا شاملاً في القطاع، متجاهلًا قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بوقف هذه الأعمال وتحسين الوضع الإنساني الكارثي.