يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، عبر إنشاء ممر اقتصادي يهدف إلى زيادة الاستثمارات وتبادل التجارة في مجالات مختلفة، خاصة الطاقة المتجددة.
وقد جاءت هذه الخطوة خلال أول قمة أوروبية – خليجية في بروكسل، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إلى جانب مسؤولين من باقي الدول الخليجية. تناولت القمة قضايا الأمن الإقليمي، والطاقة النظيفة، والشراكات الاقتصادية.
ويركز الاتحاد الأوروبي على تأمين مصادر متنوعة للطاقة بعد أزمة الغاز الروسي الناتجة عن الحرب الأوكرانية، ويأمل في تعزيز وارداته من الطاقة المتجددة وتوسيع استثماراته في منطقة الخليج التي تُعدّ لاعباً أساسياً في قطاعي النفط والغاز.
ويبدو أن المشروع الجديد يتقاطع مع “ممر الهند – الشرق الأوسط – البحر المتوسط” الذي تم الإعلان عنه في 2023 بمبادرة من الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وولي العهد السعودي.
ويهدف هذا الممر إلى الربط بين الهند وأوروبا عبر مسارات بحرية وبرية تشمل الإمارات، والسعودية، والأردن، ودولة الاحتلال الإسرائيلي. سيعزز الممر شبكات الطاقة والنقل البحري والاتصالات، مما يدعم التجارة بين آسيا وأوروبا.
وتحاول أوروبا تعويض نقص الطاقة الروسية من خلال تعزيز علاقاتها مع دول الخليج التي تتمتع بمخزونات كبيرة من النفط والغاز.
وفي ظل سعي الدول الأوروبية للتحول نحو الطاقة المتجددة، يشكل الخليج شريكاً مهماً ليس فقط في مجال النفط، بل أيضاً في تطوير مشاريع الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين الأخضر.
ويعكس هذا التعاون طموح الطرفين لبناء شراكات اقتصادية أكثر تنوعاً في ظل التغيرات الجيوسياسية والتحولات في أسواق الطاقة العالمية