انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور زُعم أنها لعملية بيع أصنام في السعودية، مما أثار جدلًا واسعًا ووُصف بأنه عودة للوثنية بعد أكثر من 1400 عام من انتشار الإسلام.
لكن عند التحقق من الفيديو، تبيّن أنه لا علاقة له بالسعودية، بل عُرِض في المتحف البريطاني في لندن، ويحتوي الفيديو على تمثال يعود أصله إلى جزيرة الفصح الواقعة في المحيط الهادئ.
ويعرض المقطع تمثالًا موضوعًا على منصة، بينما يدور حوله شخص يرتدي لباسًا عربيًا ويقول: “لقد عاد إليكم تاجر الأصنام، من يرغب في شراء هذا الصنم؟”.
وتفاعل آلاف المستخدمين مع الفيديو عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام، حيث جاءت التعليقات تصف ذلك بأنه “عودة عبادة الأصنام لبلاد الحرمين”.
وانتشرت هذه المزاعم ضمن موجة من الانتقادات التي وُجّهت إلى السعودية بسبب مواقفها السياسية و”التحولات الاجتماعية” التي شهدتها البلاد، والتي صدمت معظم المسلمين حول العالم.
وتبيّن أن الفيديو يعود إلى تمثال يُعرف باسم “هوا هاكاناناي”، وهو منحوت في القرن الثالث عشر الميلادي. هذا التمثال معروض في المتحف البريطاني منذ عام 1896، بحسب البيانات المتوفرة على الموقع الرسمي للمتحف.
وأوضحت وكالة فرانس برس أن الفيديو نُشر في البداية بطريقة هزلية، لكنه استُخدم لاحقًا في سياقات مضللة.
ولم تكن هذه الواقعة الوحيدة، فقد انتشرت سابقًا ادعاءات مغلوطة عن السعودية، مثل انفجار ملهى ليلي أو افتتاح جامعة إسرائيلية في الرياض، وكلها تم دحضها من خلال تحقيقات في صحة الأخبار.
واتضح أن الفيديو المتداول لا يمت للسعودية بصلة، بل تم توظيفه في سياق التضليل الإعلامي.