قد يخلط البعض بين النائب والسيناتور عند الإشارة إلى ممثلي الشعب في المجلس التشريعي بالولايات المتحدة، لكن الحقيقة أن النظام الأميركي يعتمد على تقسيم الكونغرس إلى غرفتين، هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
وهما مجلسان مختلفان من حيث التشكيل والمهام، فمجلس النواب يمثل الجانب الديمقراطي ويعكس توزيع السكان، بينما يمثل مجلس الشيوخ الجانب الأرستقراطي ويمنح تمثيلاً متساوياً لكل ولاية بغض النظر عن حجمها.
يذكر أن النظام السياسي تأسس في الولايات المتحدة على خوف من انفصال الولايات عن الحكومة الفدرالية، حيث كان الجدل حول ما إذا كان ينبغي أن يكون تمثيل الشعب في المجلس التشريعي بالتساوي أو حسب عدد سكان الولايات.
وبعد مناقشات طويلة، تم التوصل إلى حل وسط بتقسيم المجلس التشريعي إلى غرفتين، مما يعكس الحاجة لتوازن بين التمثيل السكاني والمساواة بين الولايات.
ويتألف مجلس النواب من 435 نائباً يمثلون دوائر انتخابية مختلفة في الولايات، ومدة الخدمة لكل نائب هي سنتان.
ومن مهام هذا المجلس اقتراح القوانين، والضرائب، والإنفاق الحكومي، ومباشرة إجراءات عزل الرئيس أو المسؤولين.
بينما يتكون مجلس الشيوخ من 100 سيناتور، بمعدل سيناتورين اثنين عن كل ولاية، بغض النظر عن حجم الولاية أو عدد سكانها، ومدة الخدمة لكل سيناتور هي 6 سنوات.
ومن مهام مجلس الشيوخ المصادقة على تعيينات الرئيس، والمصادقة على الاتفاقيات الدولية، وفي حالة عزل الرئيس أو أحد المسؤولين من قبل مجلس النواب، يكون دور مجلس الشيوخ محاكمتهم.
كما يشترك المجلسان في عدد من المهام، مثل فرض الضرائب، وسك النقود، وإعلان حالة الحرب.
ويعتمد النظام السياسي في الولايات المتحدة على توازن بين التمثيل السكاني والتمثيل المتساوي للولايات، مما يمنح المجلسين صلاحيات ومهام متباينة، ولكنها مكملة لبعضها البعض في إطار الحفاظ على استقرار النظام الفدرالي.