“ثاد” هي منظومة أمريكية متطورة، تم إنشاؤها في 2008، ودخلت الخدمة لاحقًا ضمن الدفاعات الجوية للقوات الأمريكية.
وتتفوق صواريخها بسرعتها التي تزيد على سرعة الصوت بأكثر من سبعة أضعاف، ما يجعلها صواريخ فرط صوتية قادرة على التصدي لمجموعة من الصواريخ، وكل بطارية من المنظومة تضم أكثر من 45 صاروخًا يمكن إطلاقها دفعة واحدة.
وتعتمد هذه المنظومة على رادارات متطورة للغاية، حيث تقوم بدور مركز قيادة وتحكم، مما يسمح لها بالعمل آليًا لمواجهة مختلف التهديدات، لا سيما الصواريخ الفرط صوتية.
ولم تمنح الولايات المتحدة هذه المنظومة لكثير من الدول الحليفة، إلا أنها متاحة في بعض دول الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية.
كما تُستخدم لحماية مناطق حساسة وحيوية، وخاصة القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة حول العالم. ويبدو أن الهدف الأساسي من هذه المنظومة هو مواجهة الأسلحة الروسية والصينية المتقدمة أكثر من مواجهة الأسلحة الإيرانية.
ورغم وصول هذه المنظومة إلى دولة الاحتلال، لا تزال منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحتفظ بفعاليتها وقدراتها، غير أن هذا التحرك الأمريكي بتزويد إسرائيل بمنظومة ثاد يعكس عمق التحالف الاستراتيجي بين البلدين.
ويضاف ذلك إلى سلسلة المساعدات الأمريكية المستمرة، خصوصًا وأن الإعلان عن نشر هذه المنظومة جاء مع تأكيد أن كوادر أمريكية ستتولى إدارتها وتشغيلها داخل دولة الاحتلال.
يأتي هذا التطور في سياق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، فضلًا عن اعتبارات أخرى تتعلق بالعلاقة الاستراتيجية بين واشنطن ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بغض النظر عن هوية الحزب الذي سيتولى السلطة في البيت الأبيض.
ونشر منظومة “ثاد” في دولة الاحتلال لا يشير بالضرورة إلى قرب اندلاع مواجهة شاملة في الشرق الأوسط، بل قد يكون عاملًا في تهدئة التصعيد المحتمل، خاصة إذا قررت إيران الرد على أي هجوم إسرائيلي.
كما أن الغرض الأساسي من نشر هذه المنظومة هو طمأنة الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وتوجيه رسالة تحذيرية إلى إيران من جهة أخرى، خصوصًا بعد استخدامها مؤخرًا لصواريخ “فتاح” الفرط صوتية.
ويحاول الاحتلال الإسرائيلي في كل مرة يتعرض فيها لهجمات، سواء من إيران أو من وكلائها في المنطقة باستخدام المسيرات أو الصواريخ، استغلال الموقف للضغط على الغرب، وخصوصًا الولايات المتحدة، للحصول على مزيد من الأسلحة، وإبراز حاجته للمساعدات، مع الإشارة إلى قوة خصومه، ولا سيما إيران