يعتبر المرتفع الجوي السيبيري من أبرز الأنظمة الجوية المؤثرة خلال فصلي الخريف والشتاء في نصف الكرة الشمالي، حيث يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الطقس البارد والجاف.
ويُعرف هذا المرتفع بتكوّنه فوق سيبيريا، التي تمتاز بظروف مناخية قاسية نتيجة الغطاء الثلجي الواسع وانخفاض الإشعاع الشمسي في الشتاء.
كيف يتكوّن المرتفع السيبيري؟
1- التبريد الإشعاعي المكثف: يؤدي فقدان الأرض لحرارتها بسرعة في سيبيريا إلى تكوّن هواء بارد وكثيف.
2- الغطاء الثلجي والجليد: يساهم هذا الغطاء في تعزيز البرودة ويمنع ارتفاع درجات الحرارة.
3- زيادة الضغط الجوي: مع تبريد الهواء وتقلّصه، يرتفع الضغط الجوي، مما يشكّل كتلة ضخمة من الهواء البارد التي تتمدّد باتجاه المناطق المجاورة.
تأثيرات المرتفع السيبيري على المناخ
1- الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
يتسبب في موجات برد شديدة، مثلما حصل في عام 2008، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في عدة دول، متسببًا بخسائر في المحاصيل الزراعية.
واندفعت كتلة هوائية شديدة البرودة حينها من سيبيريا، واجتاحت الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وشمال مصر، وأدّت إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وتسببت في دمار واسع للمحاصيل الزراعية، خاصة في غور الأردن الذي يُعد أخفض نقطة في العالم.
2- أوروبا: أحيانًا تمتد هذه الكتل الهوائية الباردة إلى أوروبا، كما حدث في 2018 حين أثارت موجة برد قاسية عُرفت بـ”الوحش القادم من الشرق”، مُحدثة انخفاضات غير مسبوقة في درجات الحرارة.
ويتفاعل المرتفع السيبيري مع الرياح المدارية، فعند التقائه مع الكتل الهوائية الرطبة، قد يؤدي إلى حالات عدم استقرار جوي قوية، مما يعزز فرص هطول الأمطار وتشكل العواصف الرعدية.
وبناءً على المعطيات الحديثة، تشير التوقعات إلى أن تأثير المرتفع السيبيري قد يبدأ مبكرًا هذا العام، مع احتمال اندفاع الهواء البارد في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الكتل الباردة إلى موجات صقيع وانخفاضات حادة في درجات الحرارة، خاصة مع التقاء هذه الكتل مع الرياح الرطبة، مما يزيد من فرص تساقط الثلوج في بعض مناطق الشرق الأوسط خلال فصل الشتاء المقبل.
ويُعد هذا المرتفع من الظواهر الجوية التي تستدعي الاستعداد المبكر، سواء من حيث حماية المحاصيل الزراعية أو التحضير لموجات البرد القارسة التي قد تستمر لفترات طويلة.