تعمل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على الدفع باتجاه تغيير جذري في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا، سعيًا لتجديد العلاقات مع النظام السوري المجرم.
ويبدو أن هذا التحرك مرتبط بشكل مباشر بخطة إيطالية لمواجهة أزمة الهجرة غير النظامية وإعادة عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وتأتي زيارة ميلوني المرتقبة إلى لبنان ضمن هذا السياق، إذ تهدف ظاهريًا لدعم القوات الإيطالية ضمن قوات حفظ السلام، لكنها تحمل هدفًا أعمق وهو مناقشة أزمة اللاجئين مع المسؤولين الإقليميين.
كما يشير تعيين إيطاليا سفيرًا في دمشق إلى نية واضحة لتعزيز الحوار مع النظام السوري المجرم، مما يمثل تحولًا في موقف أوروبا الذي ظل رافضًا لأي تطبيع مع الأسد المجرم منذ عام 2011.
وتتصاعد المخاوف في أوروبا من موجات لجوء جديدة، خاصة مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وامتداد هجمات الاحتلال الإسرائيلي إلى لبنان. وقد أدى هذا الوضع إلى نزوح أكثر من مليون لبناني، ما يثير خشية الأوروبيين من تدفق اللاجئين نحو أوروبا.
وتدفع ميلوني باتجاه تبني سياسات أوروبية صارمة تجاه الهجرة، من بينها إنشاء معسكرات لاحتجاز المهاجرين على الحدود الأوروبية، كما تسعى إلى التعاون مع الأسد لضمان “عودة آمنة وطوعية” للاجئين السوريين، ما يعكس تحولًا عن النهج الإنساني الذي اتبعه الاتحاد الأوروبي سابقًا.
كما يبدو أن موقف ميلوني يجد دعمًا من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي تشاركها القلق بشأن تداعيات الوضع المتأزم في الشرق الأوسط على ملف الهجرة.
ويمثل هذا التحرك إشارة إلى تزايد نفوذ ميلوني في السياسة الأوروبية، مع احتمال إعادة صياغة نهج الاتحاد الأوروبي تجاه الهجرة والتعامل مع الملف السوري.
ومع أن هذا التحول قد يلقى دعمًا من بعض الدول، فإنه قد يثير انتقادات من أخرى ترى في التقارب مع النظام السوري المجرم تخليًا عن المبادئ الأخلاقية التي تبناها الاتحاد الأوروبي عقب الثورة السورية.