أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، يوم أمس الخميس، عن فرض عقوبات جديدة تستهدف أفرادًا وكيانات على صلة بعصابات وميليشيا “حزب الله” اللبناني، وذلك ضمن جهود واشنطن لمحاربة تجارة المخدرات، خصوصًا حبوب الكبتاجون.
وقالت الوزارة في بيانها إن هذه العقوبات طالت ثلاثة سوريين، اتهمتهم الولايات المتحدة بالتورط في إنتاج وتهريب الكبتاجون، أحد أبرز أنواع المخدرات التي تُصنَّع وتُصدَّر من سوريا إلى عدة دول في المنطقة وخارجها، حيث يتم استخدام عائداتها لدعم أنشطة ميليشيا “حزب الله” وغيره من الميليشيات.
ومن أبرز الشخصيات المستهدفة بالعقوبات: خلدون حمية، الذي وُصف بأنه تاجر مخدرات بارز مقيم في لبنان، وله علاقات قوية مع “الفرقة الرابعة” التابعة لعصابات الأسد، وهي وحدة عسكرية تُعرف بصلاتها الوثيقة بنظام الأسد. وأكدت وزارة الخزانة أن حمية يُشرف على معامل لإنتاج حبوب الكبتاجون تقع في منطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق.
كما استهدفت راجي فلحوط، القيادي السابق لعصابة تعمل تحت غطاء المخابرات العسكرية السورية، حيث تُتهم مجموعته بارتكاب انتهاكات جسيمة في محافظة السويداء، من بينها عمليات قتل وخطف، ويُعد فلحوط أحد الأشخاص الذين ساهموا في تعزيز الفوضى والانفلات الأمني في المنطقة لصالح نظام الأسد.
بالإضافة إلى إدراج اسم عبد اللطيف حميدة، وهو رجل أعمال بارز يمتلك مصنعًا للفافات الورقية في حلب، اتهمته واشنطن بأنه يدير “شركة واجهة” تُستخدم لتسهيل عمليات تهريب الكبتاجون. ويُعد حميدة مثالًا على كيفية استخدام نظام الأسد لرجال الأعمال في دعم أنشطته غير المشروعة وتغطية الجرائم الاقتصادية.
ووفقًا لوزارة الخزانة، فإن تجارة الكبتاجون، التي تسيطر عليها جهات مقربة من نظام الأسد، باتت مصدر دخل رئيسي لدعم الميليشيات المسلحة، بما في ذلك ميليشيا “حزب الله”، حيث تُهرب هذه المخدرات إلى دول الخليج وأوروبا، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن حملة أوسع تقودها الولايات المتحدة لتفكيك شبكات تمويل ميليشيا “حزب الله” وغيرها من الميليشيات المسلحة، وقد ركزت العقوبات على الأفراد الذين يلعبون أدوارًا رئيسية في تجارة المخدرات، باعتبارها مصدرًا رئيسيًا لتمويل الأنشطة الإجرامية.