تصاعد الحديث في الآونة الأخيرة حول المعابر المدنية بين سوريا ولبنان، وذلك بعد تحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي للدولة اللبنانية من استغلال ميليشيا “حزب الله” لبعض هذه المعابر في نقل الأسلحة.
وقد طالبت حكومة الاحتلال بتفتيش صارم للشاحنات العابرة عبر هذه المعابر، محذرة من استهدافها في حال استمرار نقل الوسائل القتالية.
في هذا السياق، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، توجيهاته للجيش اللبناني والأمن العام لتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود السورية اللبنانية.
وجاء ذلك بعد تلقيه التحذير الإسرائيلي الذي أشار إلى استخدام ميليشيا “حزب الله” لهذه المعابر المدنية في نقل الأسلحة.
وأكد بيان صادر عن الحكومة اللبنانية أن ميقاتي أجرى اتصالًا مع قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، والمدير العام للأمن العام بالنيابة، اللواء إلياس البيسري، حيث وجه بتعزيز التدابير الأمنية على الحدود لمنع أي اختراقات محتملة.
من المعروف أن هناك عدة معابر رسمية تربط بين سوريا ولبنان، أبرزها معبر جديدة يابوس الذي يصل بين بلدة جديدة يابوس السورية وبلدة المصنع اللبنانية في محافظة البقاع.
وهناك أيضًا معبر الدبوسية الذي يربط بين قرية الدبوسية في محافظة حمص وقرية العبودية في لبنان، إضافة إلى معبر جوسية الذي يصل بين بلدة جوسية السورية وقرية القاع اللبنانية، ومعبر تلكلخ الذي يربط بلدة تلكلخ السورية بمنطقة وادي خالد في لبنان. وفي عام 2022، تم افتتاح معبر مطربا في محافظة حمص.
من ناحية أخرى، يوجد معبر العريضة في محافظة طرطوس السورية والذي يربطها بقرية العريضة اللبنانية، وإلى جانب هذه المعابر الرسمية، هناك حوالي 17 معبرًا غير شرعي تمتد على طول الحدود السورية اللبنانية وتعتبر خارج نطاق الرقابة الأمنية من كلا البلدين.
في سياق التصعيد، شنت الطائرات الإسرائيلية يوم الجمعة والسبت الماضيين غارات جوية على الطريق الدولي بين معبري جديدة يابوس والمصنع، ما أدى إلى قطع الطريق في الاتجاهين.
وتأتي هذه الغارات ضمن سلسلة من الهجمات التي نفذتها إسرائيل خلال الأيام الماضية، والتي استهدفت نقاطًا عسكرية ومعابر حدودية بهدف قطع خطوط الإمداد العسكرية لميليشيا “حزب الله”.
وفي وقت سابق، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرًا شديد اللهجة، مهددًا باستهداف المعابر المدنية بين سوريا ولبنان إذا استمر استخدامها من قبل “حزب الله” لنقل الأسلحة.
وطالب جيش الاحتلال الحكومة اللبنانية بتفتيش صارم للشاحنات العابرة عبر هذه المعابر وإعادة الشاحنات التي تحمل أسلحة إلى سوريا.
وقد صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن إسرائيل اكتشفت محاولة ميليشيا “حزب الله” استخدام معبر المصنع لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان، وأكد على ضرورة قيام الدولة اللبنانية بمسؤولياتها عبر تكثيف عمليات التفتيش وإحباط هذه المحاولات.
وفي الأيام الأخيرة، استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع عسكرية عدة على الحدود السورية اللبنانية، من بينها مواقع قرب بلدة كفير يابوس ومعبر مطربا الحدودي، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من قوات النظام المجرم.
كما طالت الغارات معابر أخرى مثل العريضة وصالح وقبش، وأسفرت الهجمات عن إصابات عدة، حيث أفادت التقارير الأولية بإصابة 8 أشخاص جراء القصف على معبر مطربا.
وتظهر هذه التطورات المتسارعة تصعيدًا خطيرًا على الحدود السورية اللبنانية، وسط مخاوف من تدهور الوضع الأمني وزيادة التوتر في المنطقة.