دعت الهيئات الصحية الرائدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك جمعية القلب الأميركية (AHA) والكلية الأميركية لأمراض القلب، إلى ضرورة التركيز على تحسين طرق قياس ضغط الدم، وذلك بعد اكتشاف بيانات مقلقة تشير إلى أن ملايين البالغين قد يتم تشخيصهم بشكل خاطئ بسبب قراءات غير دقيقة.
ووفقًا لدراسة نشرتها دورية eClinical Medicine، ونقلها موقع New Atlas، توصل الباحثون في جامعة أوهايو ستيت إلى أن طريقة ومكان إجراء اختبار ضغط الدم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على دقة النتائج.
وأظهرت الدراسة أن القياس السليم لضغط الدم يتم عندما يكون الشخص جالسًا على كرسي، وقدماه مسطحتان على الأرض، وظهره مدعوم، مع وضع ذراعه في سوار ضغط الدم على سطح مستوٍ ومحافظ عليه عند مستوى القلب.
بالمقابل، فإن استخدام طرق أخرى غير صحيحة، مثل قياس الضغط أثناء وجود المريض على طاولة الفحص، قد يؤدي إلى قراءات مرتفعة غير دقيقة.
يعتقد الباحثون أن هذه الأخطاء في القياس قد تؤدي إلى تصنيف ملايين الأشخاص بشكل خاطئ على أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم، رغم أن قراءات ضغطهم الحقيقية تقع ضمن النطاق الطبيعي.
هذا التشخيص الخاطئ قد يتسبب في إعطاء المرضى أدوية غير ضرورية لضبط ضغط الدم، وهو ما قد يؤدي إلى خفضه إلى مستويات خطيرة، مما يزيد من خطر الدوار والإغماء، خاصة بين كبار السن الذين يواجهون خطر السقوط.
كما يتطلب التشخيص السليم لارتفاع ضغط الدم ثبات قياسات الضغط عند 130 ملم زئبق انقباضي أو 80 ملم زئبق انبساطي أو أعلى.
ومع ذلك، يواجه الأطباء تحديًا في تخصيص الوقت الكافي لضمان دقة القياس، حيث تشير الدراسة إلى أن تطبيق جميع إرشادات الرعاية الوقائية ورعاية الأمراض المزمنة يتطلب أكثر من 26 ساعة يوميًا، مما يعكس الحاجة إلى تحسين كفاءة الإجراءات الطبية دون إبطاء عملية الفحص.
يأمل الباحثون أن تساهم هذه النتائج في زيادة وعي المرضى حول ضرورة اتباع خطوات بسيطة مثل الحفاظ على القدمين مسطحتين، دعم الذراع خلال القياس، والامتناع عن التحدث أثناء الاختبار لضمان دقة النتائج.
وأكدت الدكتورة جوردانا كوهين، اختصاصية أمراض الكلى في “بنسلفانيا ميديسن”، التي لم تشارك في الدراسة، على أهمية التأكد من قياس ضغط الدم وعلاجه بالشكل الصحيح، مشددة على أن أنظمة الرعاية الصحية بحاجة إلى إعطاء هذا الأمر الأولوية لتحسين النتائج الصحية للمرضى