تمثل التجربة الجديدة خطوة كبيرة في مجال علاج مرض السكري من النوع 1 باستخدام الخلايا الجذعية، حيث تمكنت المرأة من إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي بعد زراعة خلايا جذعية مستخلصة من جسدها.
حيث أعطت هذه النتائج الأمل للعديد من المرضى الذين يعانون من مرض السكري، خاصة في ظل الحاجة الكبيرة لعلاجات أكثر فعالية ومستدامة.
وما يجعل هذه التجربة فريدة ومذهلة، هو استخدام الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة كيميائيًا (iPS) لتكوين “خلايا الجزر”، وهي المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في الجسم، والعملية كانت ناجحة حيث تمكنت المريضة من العيش دون الحاجة إلى جرعات الأنسولين المعتادة لأكثر من عام.
من جانبها، سلطت مجلة نيتشر الضوء على التقدم الكبير في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري من النوع 1. رغم أن زراعة الأعضاء باستخدام الخلايا البشرية توفر مزايا متعددة، إلا أن توسيع نطاق هذا العلاج ليصبح متاحًا تجاريًا لا يزال يشكل تحديًا.
هناك عدة تجارب واعدة يتم إجراؤها حالياً داخل شركة فيرتكس (Vertex) في بوسطن، حيث تقود تجارب لزرع “خلايا الجزر” المشتقة من خلايا جذعية جنينية.
وتشير النتائج الأولية إلى أن بعض المرضى الذين خضعوا لهذا العلاج قد بدأوا بإنتاج الأنسولين بشكل طبيعي، وأصبحوا مستقلين عن الحاجة إلى الأنسولين الخارجي بعد ثلاثة أشهر فقط من الزراعة، على الرغم من استخدام الأدوية المثبطة للمناعة.
في تجربة أخرى، تحاول فيرتكس حماية خلايا الجزر المزروعة من هجمات الجهاز المناعي دون الحاجة للأدوية المثبطة للمناعة، وذلك من خلال وضعها في جهاز خاص. هذه التجربة قد تمثل خطوة نحو علاج لا يعتمد على الأدوية المثبطة للمناعة، وهو ما سيكون إنجازًا كبيراً في مجال زراعة الأعضاء.
كما أن باحثين آخرين مثل دايسوكي يابي من جامعة كيوتو يعملون على تجربة جديدة باستخدام خلايا iPS المنتجة من خلايا جذعية متبرع بها، ويخططون لزرعها في الأنسجة البطنية للمرضى. هذه التجارب تستهدف علاجاً طويل الأمد للسكري من النوع 1، مع توقعات ببدء أول عمليات الزرع في وقت مبكر من العام المقبل.
وتشير هذه الجهود إلى مستقبل مشرق لعلاج السكري من النوع 1 باستخدام تقنيات الخلايا الجذعية، ولكن يبقى التحدي في جعل هذه الحلول أكثر سهولة تجاريًا وفي نطاق أوسع.
وتفتح هذه الدراسات الأفق لعلاجات جديدة يمكن أن تغير حياة الملايين المصابين بالسكري، وتوفر حلاً لمشكلة نقص المتبرعين بالخلايا.
ولكن كما أشار الخبراء، هناك حاجة لمزيد من الدراسات والمراقبة على المدى الطويل لمعرفة مدى استدامة هذه الحلول وما إذا كانت ستصل إلى مرحلة اعتمادها كعلاج فعلي