منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي هجومه على ميليشيا حزب الله في لبنان صباح يوم الاثنين الماضي، والذي أسفر عن مقتل ما يزيد على 500 شخص وإصابة أكثر من 1600 حتى الآن، انتشرت التساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي: أين يقف محور المقاومة، بقيادة إيران وفيلق القدس والنظام السوري، في دعم حليفهم حزب الله؟
وقد انقسمت الآراء حول هذا الموضوع؛ حيث ناقش البعض مسألة دخول ما يسمى “محور المقاومة” لدعم ميليشيا “حزب الله”، ورأوا أن الحزب لا يزال حتى الآن قادرًا على مواجهة الهجوم الإسرائيلي، وقصف الأراضي المحتلة بمئات الصواريخ دون الحاجة إلى مساندة خارجية.
ويرى بعض المحللين أن الاحتلال الإسرائيلي بفتحه لجبهة الشمال مع ميليشيا حزب الله، وإن كان ذلك استعراضًا لقوته التقنية والعسكرية، إلا أنه يعكس في الوقت نفسه نوعًا من الخلل الاستراتيجي والغموض في رؤية ما يسمى “محور المقاومة” وأهدافه.
وأشار آخرون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما كان ليفتح هذه الجبهة لو كان يشعر بأن إيران لا تزال تحتفظ بنية للرد.
بينما عبر بعض المدونين عن خيبة أملهم من موقف إيران، معتبرين أن إيران قد تخلت عن “حزب الله” وتوجهت نحو أهداف أخرى، مثل المشروع النووي أو توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وخاصة في الدول العربية التي تتواجد فيها.
وتساءل البعض: “ماذا لو حقق الغرب مصالحه مع إيران ثم انقلب عليها ودمر منشآتها النووية لاحقًا؟”.
في المقابل، دافع آخرون عن إيران وما يسمى “محور المقاومة”، مؤكدين أن إيران لن تتخلى عن حلفائها، وأن الجبهة اللبنانية ليست بحاجة إلى تدخلها في الوقت الحالي.
وأوضحوا أن عدم انجرار إيران إلى الحرب لا يعني أنها خائفة منها أو ابتعدت عن ساحة المواجهة، بل يشير إلى قوة “حزب الله”، الذي لم يبدأ بعد المعركة الحقيقية.
وأكدوا أن “محور المقاومة” ما زال يحتفظ بالكثير من المفاجآت للاحتلال الإسرائيلي، مع وجود دعم من جبهات أخرى في اليمن والعراق، وأن الاحتلال سيدفع ثمن تهوره وعدوانه على حزب الله وجنوب لبنان، حسب تعبيرهم.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قتل عددًا كبيرًا من قياديي ميليشيا حزب الله، وخاصة ما يسمى “قادة الرضوان”، حيث استهدفتهم غارة جوية أثناء اجتماع لهم في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما تسبب الهجوم الإسرائيلي بنزوح أكثر من نصف مليون لبناني من الجنوب، حسب وكالات إعلامية