تشهد محافظة إدلب السورية والمناطق التابعة لها تحديًا خطيرًا يتمثل في توقف الدعم المالي واللوجستي عن مستشفى باب الهوى، حيث بات قاب قوسين أو أدنى من التوقف عن تقديم الخدمات الطبية وخروجه عن الخدمة فعليًا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إيقاف الدعم عن مستشفى باب الهوى سيكون بمثابة كارثة ستعصف بأكثر من مليون و700 ألف شخص يحصلون على الرعاية الصحية في المستشفى، وستزداد معاناة السكان في تلك المنطقة، نظرًا لعدم قدرتهم على دفع تكاليف تلقي العلاج في المستشفيات الخاصة.
وأعلنت إدارة المستشفى أنها ستوقف الخدمات الطبية نهاية شهر أيلول الجاري، بعدما قامت منظمة “سامز” الأمريكية، التي تدعم المشاريع الطبية في المنطقة، بإيقاف الدعم بشكل مفاجئ عن المستشفى.
وقالت إدارة المستشفى إن أكثر من مليون شخص سيُحرمون من الرعاية الصحية، والتي تشمل إجراء عمليات جراحية متنوعة وضرورية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالسكان، وعدم قدرة معظمهم على العلاج في المشافي الخاصة.
وأكد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض أطباء المستشفى صرحوا لهم بأن التحديات الحالية تشكل تهديدًا فعليًا بوقف المستشفى عن العمل وتقديم الخدمات الصحية للسكان، وسيقتصر دوره على تقديم بعض الإسعافات البسيطة، في ظل توقف الدعم المقدم من أجهزة ومواد طبية ورواتب.
كما أكد العاملون في المستشفى لنشطاء المرصد، أن توقفه سيعرض حياة آلاف من سكان المنطقة، بما في ذلك النازحين في المخيمات، للأمراض وسوء الحالة الصحية، خاصة وأن المنطقة لا تحتوي على مستشفى بديل يمكن الاعتماد عليه، فيما أعلنت الجهة المانحة إيقاف الدعم بشكل كامل بداية الشهر القادم.
وأضاف العاملون في المستشفى أن المواد الطبية على وشك النفاد بسبب إيقاف الدعم، ونوهوا إلى الأزمة المعيشية والصحية الصعبة في الشمال السوري، والتي ستساهم في انتشار الأوبئة والأمراض وضعف الحالة الصحية في ظل الحصار المفروض على الشعب السوري في المناطق المحررة.
يذكر أن الشمال السوري المحرر يعاني من انقطاع الدعم الإغاثي والصحي، نتيجة توقف عدد كبير من المنظمات عن العمل، والذي أدى إلى تسريح آلاف الموظفين، ونقص حاد في المواد الإغاثية والطبية.