أُثيرت إعادة عدة شحنات من مادة البطاطا إلى مصدرها، بعد ضبطها في معبر باب الهوى نتيجة اكتشاف وجود حشرة “خنفساء كولورادو”، جملة من التساؤلات بين سكان المناطق المحررة حول طبيعة هذه الحشرة ومخاطرها.
حيث نشرت إدارة معبر باب الهوى بيانًا على صفحتها على فيسبوك في الرابع عشر من الشهر الحالي أوضحت فيه أن عدة شاحنات محملة بمادة البطاطا دخلت إلى المعبر، وتم الكشف عنها في مركز الحجر الصحي والزراعي، فتبيّن وجود حشرة خنفساء كولورادو، والتي يُمنع منعًا باتًا من دخولها في جميع دول العالم.
وتعتبر هذه الحشرة من أخطر الآفات على المحاصيل الزراعية، وتستهدف بشكل خاص نباتات العائلة الباذنجانية كالبطاطا والباذنجان والبندورة والفليفلة.
وتكمن خطورتها في استهدافها للأوراق والثمار والساق في نفس الوقت، حيث تتغذى عليها جميعًا، ثم تقوم بالتهام البراعم التي تنمو من جديد، ولذلك كان من الضروري عدم المغامرة بإدخال أي مادة نباتية تحمل تلك الحشرة، لأن ضررها كبير على مجمل المساحة المزروعة في منطقة ما.
وتعتبر السيطرة على هذه الخنفساء أمرًا شبه مستحيل، فعدد بسيط منها كفيل بالقضاء على موسم كامل في دولة، نظرًا لسرعة تكاثرها، والأعداد الهائلة التي تنتج عنها، وحتى الدول المتطورة زراعيًا والتي تمتلك إمكانيات كبيرة في مكافحة الآفات الزراعية لم تستطع القضاء عليها، كما حدث في أمريكا وبريطانيا وألمانيا.
وتم اكتشاف هذا النوع من الخنفساء عام 1811، وكان موطنها الأصلي ولاية نيو مكسيكو في الولايات المتحدة، وانتشرت في ولاية كولورادو بشكل لا يُصدق، وتم تصنيفها عام 1859 على أنها جائحة أصابت محاصيل البطاطا، ومن هنا جاءت تسميتها “خنفساء كولورادو”، وفق ما نشرته الموسوعة العلمية للحشرات.
وتقوم الخنفساء أو اليرقات بالتهام حواف الأوراق، ثم تُحدث ثقوبًا فيها، وتلتهم الأوراق بشكل كامل بعدها، وتبقي فقط العروق الرئيسية، فيتعرى النبات بشكل كامل ومن ثم يموت.
أما بالنسبة لدورة حياتها، فتمضي الحشرة فترة السكون في الشتاء تحت سطح التربة، وتعود للظهور في أواخر فصل الربيع وأوائل فصل الصيف، حيث تضع بيضها بعد خروجها بأسبوعين.
وتقوم أنثى الخنفساء بوضع البيض على هيئة مجموعات، وتتألف كل مجموعة من 30 بيضة، تزرعها على الوجه السفلي للورقة، وتستمر في عملية وضع البيض لمدة 15 يومًا كاملة، حيث يبلغ عدد البيوض التي تنتجها أنثى واحدة أكثر من 2000 بيضة خلال دورة حياتها.
ونشرت الموسوعة العلمية للحشرات والآفات طريقتين لمكافحة تلك الحشرة: الأولى عن طريق استخدام النباتات المحسنة وراثيًا، حيث توجد أصناف من البطاطا أدخلت عليها بكتيريا تكافح الحشرة بواسطة سموم تقوم بفرزها.
أما الطريقة الثانية فتتمثل بمكافحتها بشكل كيماوي، حيث يتم استخدام مادة “أسيتاميبريد”، أو مركبات بيروثرويدية وكارباماتية.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط شحنات من مادة البطاطا التي تحمل حشرة خنفساء كولورادو، ففي عام 2019، أعلن معبر جرابلس الحدودي أنه أتلف كميات كبيرة من البطاطا بعد الكشف عليها من قبل لجنة الفحص الطبي في المعبر، والتأكد من إصابتها بتلك الحشرة الخطيرة.