يُعرف الإرهاق الأبوي بأنه حالة من الإرهاق المزمن المرتبط بالدور الأبوي، يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالذنب والعار، والابتعاد العاطفي عن الأطفال، وتخيّل الهروب، والشعور بالضجر من الدور الأبوي، أو الندم عليه.
وينجم الإرهاق الأبوي عن عدم التوازن بين المأمول والمتاح، ويظهر في الواقع الذي نعيشه والحالة المثالية التي نتخيلها ونتمنى أن نصل إليها، وبالتالي تظهر فجوة عميقة بين ما نريد أن نظهر به كآباء، وكيف نؤدي كآباء على أرض الواقع، وفق ما ذكره موقع “سيكولوجي توداي”، نقلاً عن عالمة النفس إيزابيل روسكام.
كما تشمل عوامل الخطر التي تسبب الإرهاق الأبوي، عدم وجود مثل عليا مستدامة للأبوة، والسعي دون جدوى خلف الكمال الأبوي، وافتقار الأهل إلى دعم الأسرة، والتوزيع غير العادل للأدوار والمهام التي تقع على عاتق الأبوين.
ويُعتبر الإرهاق الأبوي خطيراً للغاية، لأنه لا يؤثر سلباً على الأبوين فقط، بل إن تأثيره يستهدف الأطفال أيضاً، حيث يصل الأمر أحياناً إلى إهمال الطفل وسوء معاملته.
وحسب الموقع، فإن الطفل الذي تتم تربيته في بيئة مصابة بالإرهاق الأبوي سيكون أكثر تطلباً وأقل ميلاً لسماع توجيهات الأبوين، وسيصاب الطفل بالعناد الشديد.
وعلى عكس التربية السهلة في الماضي، فإننا نعتز في وقتنا الراهن بالاستقلال والتعبير عن الذات وتحقيق الرفاهية والسعادة، وهناك تحول صريح من القيم العلائقية إلى القيم الفردية، وهو تحول من أسلوب أبوة سهل إلى أسلوب أبوة يحتاج إلى مجهود جبار ووقت أكبر.
وتُعتبر الحقيقة التي تقول: “الإرهاق ينمو في الفجوة بين مثلنا وتجربتنا الحياتية” من أشهر المقولات المعترف بها عالمياً. وفي أيامنا هذه، تُعتبر مثلنا التربوية أعلى من أي وقت مضى، وأكثر خطورة، وتحتاج إلى وقت وجهد، وتضع على عاتقنا ضغوطاً اجتماعية أكبر.
لذا يجب على الجميع في وقتنا الحالي أن يكونوا لطفاء بشكل كبير مع أطفالهم، مع رؤية أنفسهم آباء جيدين، وأنهم مقتنعون بما يقدمونه لأطفالهم حسب استطاعتهم، فلا يكلّف الله نفساً إلا وسعها.