في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنعها دخول أي مادة تساعد على رفع معاناة سكان القطاع المدمر، بما فيها الوقود، لجأ الفلسطينيون إلى استخراج الوقود من النفايات البلاستيكية بطريقة بدائية.
ويمشي بعض سكان شمال القطاع مسافات طويلة لالتقاط أشياء مصنوعة من البلاستيك، من خلال البحث عنها في البيوت والأبراج المهدمة، ثم يتم فرزها وتقطيعها إلى قطع صغيرة، وحرقها في فرن بدائي أُنشئ بين ركام المباني.
ويتم تكرير البلاستيك، واستخراج مادتي البنزين والسولار بكميات بسيطة للغاية، وساعات عمل قد تمتد إلى أكثر من 13 ساعة، في ظل الشح الكبير في مواد البترول.
كما يتوجه فلسطينيون آخرون إلى بيت لاهيا، في شمالي قطاع غزة، للحصول على بعض الوقود المستخرج من حرق البلاستيك، في رحلة لا تخلو من المخاطر من قصف مدفعي وجوي إسرائيلي، وقد يقطع أحدهم طريقاً قاتلاً للحصول على لتر واحد من البنزين.
ولا تقتصر عملية جمع وحرق البلاستيك على مخاطر جلبه فقط، فهناك خطر آخر يتمثل في الإصابة بالحروق أثناء العمل، أو استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمكان حرق البلاستيك، نتيجة تصاعد دخان أسود كثيف يتم رصده بسهولة.
ويمشي سكان قطاع غزة بمعية الله سبحانه وتعالى، حيث يتحلى معظمهم بالثبات والجلد، ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة أولاً، والوقوف في وجه آلة الحرب المجرمة التي قتلت البشر والشجر والحجر.