على الرغم من وقوف الأطباء السوريين في وجه التحديات والصعوبات، ونجاحهم في الاندماج في القطاع الصحي الألماني، وتشكيلهم أقوى مجموعة طبية بين حاملي الجنسية الأجنبية في ألمانيا، إلا أنهم باتوا يواجهون ضغوطًا للحصول على تراخيص العمل، بعد أن علت الأصوات المطالبة بترحيل السوريين بسبب الهجوم الذي قام به شاب سوري في مدينة زولينغن.
ويبلغ عدد الأطباء السوريين الذين يزاولون المهنة في المستشفيات الألمانية أكثر من 5000 طبيب، بحسب التقرير السنوي للمجلس الاستشاري لتقويم تطورات نظام الرعاية الصحية الألماني.
وكشفت رئيسة المجلس، الدكتورة بيترا بندل، أن هجرة الأطباء ساهمت بشكل حاسم في تخفيف النقص المتزايد في القطاع الطبي الألماني، في حين حدد التقرير جميع التحديات التي تواجه الأطباء القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي والمطالبين بالمعادلة، والتي تشمل الاعتراف بشهاداتهم وإثبات مؤهلاتهم اللغوية والمهنية، للسماح لهم بالعمل في القطاع الصحي.
وعلى الرغم من نجاح عدد من الأطباء السوريين في تجاوز الاختبار والدخول بقوة في القطاع الصحي الألماني، إلا أن بعضهم يعتبر أنه من الصعب عليهم، كأطباء عملوا في سوريا لسنوات كثيرة، أن يتمكنوا من اجتياز اختبار المعادلة باللغة الألمانية، مؤكدين أن عملهم لا يحتاج إلى قدرات لغوية كبيرة، وأن الخبرة المهنية هي بيضة القبان التي تحدد كفاءتهم.
وتتصاعد الضغوط التي تواجه الأطباء السوريين، رغم الاعتماد الكبير عليهم في سد الفجوة التي نتجت عن النقص في عدد الأطباء الألمان، ومن المتوقع أن يصل هذا النقص إلى 50 ألف طبيب خلال السنوات القليلة القادمة، حسب ما أفادت به إذاعة صوت ألمانيا، نقلاً عن وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ.
كما أكدت الإذاعة أن الأطباء الأجانب يجب عليهم التقدم بطلبات للحصول على تراخيص تمكنهم من مزاولة مهنتهم، وأن طلبات التراخيص يجب تقديمها للسلطات المحلية في كل ولاية اتحادية على حدة.
من جانبه، قال نبراس صبح، عضو جمعية الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا، إن 30٪ من الأطباء السوريين الذين تقدموا للحصول على عمل في مستشفيات ألمانيا سيتوجب عليهم الانتظار لمدة سنة كاملة على الأقل للحصول على اعتراف بمؤهلاتهم والسماح لهم بالعمل.
يذكر أن ألمانيا تعاني من نقص حاد في عدد الأطباء والممرضين الذين يفضلون العمل في بريطانيا وأمريكا والسويد، حيث هاجر أكثر من 1965 طبيبًا في عام 2017 إلى الخارج.