ينسب كثير من الناس فطر الكمأة إلى أنها نوع من أنواع المن الذي أنزله الله _سبحانه وتعالى_ على بني إسرائيل، فكيفية تشكل الكمأة في البوادي اعتمادًا على وجود الغمام الذي يبرق ويرعد ويمطر يجعل الكثيرين يرجحون تلك النظرية.
وتشير الدراسات إلى أن الكمأة تتشكل بدون زراعة، وتكثر في المناطق التي يكثر فيها البرق والرعد والمطر، حيث يقوم البرق بتشكيل العديد من الأكاسيد والمركبات النيتروجينية، عندما يضرب الأرض، فهو يحمل طاقة هائلة تساهم في تلك المركبات، والتي بدورها تعمل على تشكيل البروتين في الكمأة.
وتؤكد الدراسات أن البرق ليس العامل الوحيد الذي يساهم في تشكل الكمأة، فالرعد له دور محوري، ذلك أن الموجات الصوتية الهائلة التي ينتجها الرعد تساهم في تجميع تلك المركبات الغذائية وترسيبها متقاربة مع بعضها، ويجمعها فطر الكمأة فيما بعد.
ويساهم الرعد في تمزق بعض الأغلفة المحيطة بفطر الكمأة، ويعمل على تحطيمها لينتشر الفطر بسهولة، ويجمع المواد الغذائية المتجمعة من البرق والرعد والمطر في ثمرة الكمأة، وتسمى هذه العملية “فقع الفطر” ومن هنا جاءت تسمية الكمأة بالفقع.
ويعتبر فطر الكمأة من أنواع المواد الغذائية الثمينة والغنية بشكل كبير، ويكون موسم قطافه في فصل الربيع، ويشترط في ظهوره أن تكون الأمطار الرعدية قد تساقطت على تربة صحراوية مستوية وقت الموسم، حتى يتفتق وينشأ.
يذكر أنه حتى يومنا هذا لم يتمكن البشر من زراعة فطر الكمأة، على عكس باقي أنواع الفطر التي تمكنوا من زراعتها وإنتاجها، كفطر المشروم والأبيض وغيره، وذلك بسبب عدم وجود بذور أو أبواغ يستطيع الناس الاعتماد عليهما في إنتاج الكمأة، بالإضافة إلى جهلهم بدورة حياتها الطبيعية.
وعلى الرغم من جميع المحاولات لإنتاج الكمأة، وتطبيق الظروف التي تنشأ فيها، من خلال تطبيقها في التجارب، إلا أن عملية الإنتاج ما زالت مستحيلة إلى اليوم، وهذا ما جعل الكثيرين ينسبون النبات العجيب إلى المن الذي أنزل على بني إسرائيل.
وتعتبر الكمأة من النباتات المفيدة جدا، حيث تحتوي على نسبة عالية من البروتين، وأملاح البوتاسيوم والصوديوم والماغنسيوم، إضافة إلى مركبات طبية هائلة.
وتستخدم الكمأة لعلاج الرمد الربيعي، حيث روى البخاري عن سعيد بن زيد _رضي الله عنه_ قال: سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول: (الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين).