يتساءل الكثير من السوريين عن الأسباب التي جعلت إدلب محافظة مهمشة، لا توجد فيها أدنى مقومات الحياة، من خدمات وتعليم جيد وصحة وغيرها من الأمور التي كان يعاني من نقصها السكان.
وعلى مدى 50 عاما، وصفت إدلب بأنها مدينة منسية، حيث يعرف سكانها أن المجرم حافظ الأسد سعى عن عمد لتهميشها، وذلك انتقاما من سكانها على ما فعلوه به في بداية سيطرته على مقاليد الحكم، وسار ابنه المجرم بشار على خطاه في تهميش المدينة.
حيث زار المجرم الأب إدلب عام 1971، وكان في استقباله جموع من أهالي المدينة قاموا برشقه بالطماطم، وأخرجوه منها ذليلا صاغرا.
مدير مركز جسور للأبحاث في اسطنبول، محمد سرميني، أكد أن حافظ الأسد رد على الحادثة بعدم زيارته للمحافظة طيلة فترة سيطرته على الحكم والذي امتد من 1971 حتى 2000، وانعكس ذلك على حال المدينة وبنيتها التحتية وتعليمها وصحتها.
من جانبه، يقول الباحث المتخصص في تاريخ سوريا، طالب الدغيم، إن الأسد المجرم غضب على إدلب غضبا شديدا، وكانت ذاكرته الدكتاتورية كفيلة بعدم نسيان ذلك الاستقبال المهين، فلاقت المحافظة من القمع والتهميش ما لا يتخيله عقل.
ويضيف الدغيم، لقد عانت المحافظة من عزلة تامة، وكأن أهل إدلب ليسوا من أبناء سوريا، ولكن إرادة الله شاءت أن تكون إدلب خنجرا في خاصرة آل الأسد المجرمين، إضافة إلى عصر النهضة الذي تشهده في ظل ثورة الكرامة.
وعمل المجرم بشار على اتباع نفس سياسة ابيه، فقد تقصد أيضا تهميش إدلب ولم يقم بزيارتها ولا مرة، إلا عندما جاء إلى ريفها ووقف يرصد عبر منظار ما تفعله مدفعيته وعناصر ميليشياته المجرمين بالقرى والمناطق في المحافظة.
لقد كانت محافظة إدلب من أوائل المحافظات التي ثارت ضد النظام المجرم، وهي في وقتنا الراهن من ضمن المناطق المحررة التي لا تزال عصية على أعتى قوى الشر في العالم، من احتلال روسي وإيراني وميليشيات النظام المجرم.
وتشهد محافظة إدلب نهضة عمرانية وعلمية وصحية وتجارية، حيث أنشئت الجامعات والمعاهد، وبنيت المدن الصناعية، والمشافي والدوائر الخدمية، من وزارات ومديريات، وأمنت الكهرباء وشركات النت والمياه على مدار الساعة