في ظل الأوضاع التي يمر بها السوريون، وخصوصا في المناطق المحررة، نتيجة قصف النظام المجرم للمدنيين
الآمنين في بيوتهم، أصبحت نوبات الهلع ظاهرة منتشرة بكثرة وخصوصا بين الأطفال.
فمعظم الأطفال تعرضوا للقصف العنيف، بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، والتي يكون لها أصوات مرعبة، ناهيك عن الصور التي علقت في أذهان الجميع، حول ما سيحدث لو كان أحدهم المستهدف.
ويعاني الشخص الذي يتعرض لنوبة هلع، من أعراض كثيرة، منها الخوف الشديد وضيق التنفس، وزيادة ضربات القلب، والرغبة في البكاء والصراخ، وأمور أخرى، تختلف قسوتها باختلاف درجة نوبة الهلع.
ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في جامعة القاهرة، تعتبر نوبات الهلع إحدى أعراض “الاكتئاب غير المطابق”، وتنشأ نتيجة خوف الشخص من أمر معين، ويكون الأشخاص أصحاب الميول “الوسواسية” هم أكثر عرضة لنوبات الهلع.
ويضيف فرويز: “تختلف أعراض ومدة نوبة الهلع من شخص لآخر، حسب حجم مخاوف كل منهم، فكلما كانت المخاوف مرتفعة، كانت النوبة أكبر، والعكس صحيح، ويجب اللجوء إلى الطبيب النفسي لمعالجة المشكلة وإنقاذ الشخص المصاب.
ويؤكد فرويز أن هناك طرقا أخرى للتعامل مع نوبات الهلع، يمكن تطبيقها على الشخص، ريثما يتمكن المختصون من علاج المصاب بشكل نهائي.
ويشرح فرويز أبرز تلك الطرق للتعامل مع الشخص لحظة تعرضه للهلع كما يلي: “التنفس العميق، وإغماض العينين، ومحاولة التفكير بالذكريات السعيدة، مع القيام بممارسة الرياضة بشكل عام”.
ويشير فرويز إلى أن تلك العمليات تساعد الشخص على تجاوز نوبة الهلع، لكنها لا تساعده على عدم التعرض لها مرة ثانية، لذا يجب اللجوء إلى طبيب نفسي، لمساعدة الشخص على تجاوز مخاوفه.
ويقول المختصون: يجب على الأشخاص الذين يتعرضون لنوبات هلع شديدة، اللجوء إلى جلسات الاسترخاء، والجلسات التدعيمية، التي تساعدهم على الهدوء وإزالة التوتر المستمر، وترك الأدوية كحل أخير.
وتتسبب نوبات الهلع في صراخ الشخص وبكائه بشكل هستيري، وتعرضه في كثير من الأحيان لتشنجات حادة، والتي تؤثر مع مرور الأيام بشكل سلبي على الشخص، وقد يصبح عرضة لأمراض القلب والمعدة، وفقا لما أثبتته الدراسات الطبية الحديثة.