في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من شهر شباط، عام 2020 ميلادي، ارتقى ابن الثورة السورية وأحد قادتها البارزين “أبو عبيدة كنصفرة”، حيث نال الشهادة في قريته أثناء التصدي لحملة الاحتلال الروسي على المنطقة.
صاحب مقولة “إذا انحزت فسأنحاز لله تعالى”، حفر قبره بيده قبل أن يستشهد، وقاتل بيد واحدة، حتى نال ما أراد.
“إبراهيم محمد رحمون حلاق”، هو الاسم الحقيقي لأبي عبيدة، الذي ولد عام 1990، في قرية كنصفرة في جبل الزاوية.
تنقل أبو عبيدة بين مراحل الدراسة، فأتم الثانوية العامة في مدارس بلدته، ثم التحق بالكلية الحربية في حمص، ثم كلية المدفعية بحلب لنيل الاختصاص، وتخرج منها برتبة ملازم.
ومع بداية الثورة السورية المباركة، أعلن أبو عبيدة انشقاقه عن صفوف عصابات الأسد المجرم عام 2012.
والتحق بصفوف الثورة، فشارك بالمظاهرات، وكان خطيبا مخضرما، ثم عمل مع أبناء منطقته لطرد عصابات الأسد منها.
قاد أبو عبيدة العديد من معارك التحرير، وشغل مناصب عسكرية مهمة، تمكن خلالها من قيادة المعارك بكفاءة وبسالة منقطعة النظير.
كما شارك أبو عبيدة في معظم المعارك التي دارت في منطقة الجبل، بالإضافة إلى معارك تحرير إدلب ومطار أبو ضهور وأريحا ووادي الضيف، ومعركة خان طومان التي خسر فيها إحدى أطرافه.
وتداول ناشطون في ذكرى استشهاد أبي عبيدة كنصفرة، تسجيلا صوتيا له، حيث كان يوجه رسالة إلى الشباب الثوار المقاتلين ضد نظام الأسد المجرم، قبيل استشهاده بساعات.
حيث بدأ رسالته بدعوة الثوار إلى مواصلة القتال ضد عصابات الأسد المجرم وميليشياته، دفاعا عن الدين والأرض والعرض.
وتابع القول: أوجه ندائي لأبناء الجبل، الذي حمل على ظهره جبال، علمها العدو قبل الصديق، ولم يكذب من قال عنكم “جبال تمشي على الأرض”.
ونبه أبو عبيدة آنذاك، أن ثورة الشام المباركة تمر بمنعطف، سيكون ما بعده نصر وكتابة تاريخ، تعاد فيه الأمجاد والكرامة.
واختتم أبو عبيدة رسالته بإعلانه البقاء في جبل الزاوية حتى يقتل ويدفن في القبر الذي حفره بيده، أو ينتصر ويخرج لتحرير المعتقلين في سجون النظام المجرم.
قاتل أبو عبيدة، بعد أن بايع على الموت، وعدم الانحياز نحو الشمال، وارتقى شهيدا جميلا، تاركا خلفه أبناء منطقته يكملون ما بدأ به ذلك القائد الشهيد.