المقدمة:
شكلت عملية طوفان الأقصى التي بدأتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مفترق طرق بالنسبة للدعاية الإيرانية وتبنيها لما يسمى حلف الممانعة والمقاومة، إذ جعلتها أمام تحد يدفعها للتحرك نوعا ما ضد إسرائيل لإثبات ادعاء المقاومة مما شكل واقعا جديدا على أذرع إيران في المنطقة والإقليم.
من هي الأذرع؟
تنتشر الميليشيات الإيرانية المدعومة من الحرس الثوري في 4 بلدان عربية بشكل رئيسي وهي ميليشيا الحشد الشعبي والفصائل المتحالفة معها في العراق، الميليشيات الأجنبية متعددة الجنسيات في سوريا، وما يسمى “حزب الله” في لبنان، وأخيرا الحوثي في اليمن.
أين تتواجد؟
يتركز انتشار الميليشيات العسكرية المذكورة بحسب البلد الذي تتوزع فيه، ففي اليمن والعراق تعتمد على الاندماج في المجتمعات التي نشرت فيها منهج التشيع، فيما تتمركز في قواعد عسكرية بحتة في سوريا، وتعتبر لبنان مثالاً هجينا يجمع المثالين السابقين.
كيف تتحرك؟
أولى تحركات أذرع إيران ضد إسرائيل كانت اندلاع المناوشات على الحدود اللبنانية الفلسطينية تصاعدت تدريجياً حتى وصلت لشن الطائرات الإسرائيلية غارات جوية ضد مواقع الحزب في الجنوب اللبناني، وبالدرجة الثانية ضغطت ميليشيا الحوثي لمحاولة منع عبور السفن التجارية المتوجهة عبر البحر الأحمر إلى الكيان الصهيوني ما أدى لاندلاع مناوشات مع القوات الأمريكية في المنطقة، وبشكل أخف يتم استهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق بالمسيرات والصواريخ دون سقوط خسائر بشرية.
متى تتحرك؟
توجه إيران أذرعها للتحرك بتواقيت متعددة وفق قواعد الاشتباك المتعارف عليها دون تصعيد كاسح يشعل حربا واسعة.
لماذا تتحرك؟
يفرض واقع غزة على إيران التحرك ولو إعلامياً لإثبات نظرية المقاومة، النظرية التي حشدت لأجلها قواتها لتحقيق مكاسب إقليمية سياسية قد لا تصب كلها في نصرة القضية الفلسطينية، إلا أن تداعيات الأحداث وتسارع وتيرتها قد يفضي إلى تصعيد يتجاوز الحرب النفسية والإعلامية بين الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الإيراني.